Skip to content

Personal tools

حول النضال ضد الفاشية الجديدة


19/12/2012

قام في غضون الأيام الأخيرة 265 تلميذاً يونانياً في ألمانيا بمداخلة سياسية عبر صياغة رسالة مفتوحة. حيث يدين التلاميذ في رسالتهم، عنصرية هجمات منظمة "الفجر الذهبي" ضد المهاجرين في اليونان.

وكانت الرسالة التي صيغت من قبل تلاميذ يونانيين من مدن ميونيخ وشتوتغارت وفرانكفورت وديسلدورف وكولونيا و ليفركوزن وبوخوم وإسن و غيترسلو، قد نشرت قبل بضعة أيام في صحيفة  "ريزوسباستيس" و هي على النحو التالي: "نحن تلاميذ و تلميذات يونانيون في ألمانيا. وُلد معظمنا هنا. أُجبرت عائلاتنا في عقود مضت و بسبب الصعوبات للهجرة إلى ألمانيا، على غرار من يجبرون الآن بسبب الأزمة في اليونان. نودُّ عبر رسالتنا هذه  أن نعرب عن غضبنا وإدانتنا لهجمات نازيي منظمة "الفجر الذهبي" على المهاجرين من عمال و زملاء لنا في الدراسة في اليونان.

و باعتبارنا أبناء مهاجرين في ألمانيا نعلم جيداً معنى العنف العنصري والنازية. لقد  تعرضنا كما وعائلاتنا مرات عديدة لتبعات نشاط منظمات نازية في ألمانيا مشابهة ﻟ "الفجر الذهبي"، التي تهاجم العمال الأجانب الذين يعيشون ويعملون في ألمانيا. حيث لا يفرق العنف العنصري بين المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، و هدفه الوحيد هو تفريق الشعوب، والعمال، والشباب لكي لا يعوا ماهية المسؤول الحقيقي عن مشاكلهم.

نود أن تعلموا أنه في كل مرة تطارد منظمة "الفجر الذهبي"  النازية في اليونان، المهاجرين و تعتدي على التلاميذ المكافحين، فهي تعطي بذلك دفعاً للمنظمات الفاشية في ألمانيا لمهاجمتنا مع أهالينا بأسلوب مماثل بل أسوأ.

ونحن نرى كل يوم كد وعرق أهالينا الذي يبذلونه في المصانع والشركات الكبيرة في ألمانيا في سبيل بقائنا،  و هم  يكافحون من الصباح حتى المساء في مطعم أو مؤسسة صغيرة، نحن التلاميذ الذين نعمل في كثير من الأحيان لمساعدة أهالينا، نعلم أن زميلنا ذو اللون و الدين و المتحدر أصله من بلد آخر، ليس بمسؤول عن معاناة عائلتنا اليومية.

إن منظمة "الفجر الذهبي" الفاشية  وأخواتها من المنظمات النازية في ألمانيا يستهدفون عبر أكاذيبهم وبلطجتهم أمراً واحداً و هو: ترهيبنا مع أهالينا لمنع رد فعلنا و غضبنا و سخطنا المشروع الذي نشعر به كل يوم، لكي تبقى خارج مرمى نيراننا سياسات رأس المال والحكومات التي تفقر العمال و الشباب في اليونان وألمانيا.

إننا ندين و نعزل نشاط  "الفجر الذهبي" الهتلرية في ألمانيا! و نعزز نضالنا في اليونان وألمانيا! هذا هو ردنا!".

تأتي هذه الرسالة في حين تُطبَّق في اليونان خطة منظمة تستهدف إبراز إحدى قوى النظام المتمثلة  بحزب "الفجر الذهبي" ذو الإيديولوجية النازية والنشاط الإجرامي وكأنها قوة مناهضة للنظام.

وهكذا، فإن الحزب المذكور يقوم بسياسة اجتماعية عبر توزيع الأغذية. ولكن فقط لليونانيين دون المهاجرين، كما ينظم تبرعات بالدم طوعية، لكنه يعطي الدم فقط لليونانيين. كما و "تبيع" المنظمة المذكورة الحماية مجاناً للأشخاص المعرضين لخطر الجريمة، ولكن فقط من خطر إجرام المهاجرين. تمارس المنظمة مع نوابها الإعتداء على  المهاجرين ثم تشارك عبر تشكيل عسكري مع السلطات الرسمية في موكب ديني لأيقونة العذراء.

كما و تقوم بتوزيع طعام مجاني كانت قد نهبته من متاجر المهاجرين.  كما و تتحاور منظمة "الفجر الذهبي" مع رجال الأعمال لتوظيف اليونانيين العاطلين عن العمل لا المهاجرين، أو تطلب منهم طرد العمال المهاجرين وتوظيف اليونانيين بأجور منخفضة جداً.  وبهذه الطريقة تنشط المنظمة المذكورة في دور "وكالة إيجاد عمل."

يتم عرض المشهد المذكور تكراراً من قبل كل وسائل الإعلام البرجوازية، بأسلوب يناسب إظهار "وجهها القبيح" و بشكل أساسي مع زعم محاربة نشاطها العنصري.  ولكن ما تحققه وسائل الإعلام و عن وعي منها هو إبراز المنظمة المذكورة كجهاز يحل محل وظائف الدولة البرجوازية  في صالح قطاعات الطبقة العاملة و الشعب المعانية من البؤس الشديد. و إبرازها حتى كقوة لا تتردد عن ممارسة العنف في سبيل حل مشاكل مماثلة.  لا  ضد النظام الرأسمالي، و لا ضد رجال الأعمال، الذين ينتجون ويضاعفون المشاكل. حيث تساند المنظمة المذكورة، النظام و رجال الأعمال أثناء محنة ربحيتهما بسبب الأزمة.  لذلك تحث المنظمة العمال اليونانيين للعمل بأجور جوع عبر وساطتها لتوظيفهم.

تسعى منظمة "الفجر الذهبي"جاهدة لإثبات نفسها ﻜ"قوة معادية للنظام".  ضد أي نظام؟ "ضد نظام الحكم الفاسد"، و "سياسيي الفساد " و ضد "المزيفي الوطنية" و شعارها: "نرفض الإحتلال الأجنبي من قبل الترويكا".

إننا هنا بصدد مجمل تعابير ما سمي ﺒ"حركة الساحات" ضد "السياسيين الخونة" الذين "يبيعون اليونان." "إن "حركة الساخطين" هذه التي أُبرزت ودُعمت من قبل وسائل الإعلام البرجوازية و أيضا من قبل قوى " اليسار التجديدي" باعتبارها "صمام أمان"، كانت في الواقع قد "حرثت" أرض الواقع السياسي لزرع "الفجر الذهبي" و نبرات السخط "الجوفاء" لكونها لا تعادي استغلال الشعب الجاري من قبل الاحتكارات.

لم يكن رد فعل التلاميذ اليونانيين في ألمانيا ضد النازيين الأول من نوعه. حيث هناك سلفاً أمثلة عديدة تظهر إمكانية الكادحين فضح المنظمة المذكورة و دورها القذر كزبانية لكبار أرباب العمل، وقدرتهم على مواجهتها و عزلها. حيث تراكم بالفعل كمٌّ من الاحتجاجات الشعبية ضد وجودها و نشاطها كما و ضد سمومها الفاشية.

هي ردود فعل بعيدة عن دعاية قوى النظام، و على سبيل المثال عن دعاية حزب الباسوك الإشتراكي الديمقراطي الحاكم  و حزب اليسار اليموقراطي "اليساري الحكومي" والمعارض "اليساري" سيريزا الذي نظم مع العديد من "المنظمات غير الحكومية" مظاهرة تطالب بضرورة "جبهة معادية للفاشية ". هي "جبهة" ستغسل كل "خطايا" جميع أولئك الذين أسهموا في تعزيز ظاهرة الفاشية الجديدة. باعتبارها محاولة أحزاب برجوازية و أجهزة الحكم البرجوازي ﻟ"ضرورة" حماية "ديمقراطية" الاحتكارات و الرأسماليين، و"مواجهة المتطرفين (مع المساواة بين الفاشية و الشيوعية) و ضد "العنف من حيث ما أتى" مع مساواتهم للمظاهرة و الإضراب العمالي بهجمات وبلطجة النازيين و الفاشيين الجدد.

يستحيل التصدي لحزب الفاشيين الجدد عبر أي "جبهة معادية للفاشية"  جنبا إلى جنب مع المسؤولين عن تشكيله أولئك الذين يذرفون الآن"دموع التماسيح". بل المطلوب هو سحق الحزب المذكور من قبل الحركة العمالية!

في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني تعرَّض تلاميذ أعضاء في الشبيبة الشيوعية اليونانية أثناء نشاطهم السياسي خارج مدرسة ثانوية في أحد أحياء مدينة ثيسالونيكي عند دعوتم التلاميذ للمشاركة في الاضراب و في تجمع جبهم النضال العمالي "بامِه"، إلى هجوم من عناصر فاشية. حيث هبَّ لمساعدة الشباب الشيوعيين عمال مضربون مساهمون في حراسة إضراب معمل "أغنو" للألبان، حيث نزعوا سلاح الفاشيين و أجبروهم على الهروب. في وقتنا هذا تتكاثر حالات معارضة النقابات والعمال والعاطلين عن العمل والشباب والطلاب و بشكل عملي لبلطجة منظمة "الفجر الذهبي". حيث تخوض النقابات ذات التوجه الطبقي معركة عزل الفاشيين و التصدي عمليا لأي محاولة تفريق الطبقة العاملة تهدف إلباسها لجاماً وسلاسل لمصلحة رأس المال الكبير.

إن التصدي لمنظمة "الفجر الذهبي" ينبغي أن يكون بوسائل سياسية كما يجري سلفاً، و عبر الحركة العمالية الشعبية عينها و عبر هياكلها و هيئاتها وليس من خارجها.

قسم العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني


e-mail:cpg@int.kke.gr
أخبار


 
 

الصفحة الرئيسية | الأخبار | تاريخ الحزب | اللقاءات العالمية | صور\موسيقا\فيديو | مواقع صديقة | للاتصال بالحزب


الحزب الشيوعي اليوناني -- اللجنة المركزية
145 leof.Irakliou, Gr- 14231 Athens tel:(+30) 210 2592111 - fax: (+30) 210 2592298
http://arold.kke.gr - e-mail: cpg@int.kke.gr