تظاهرة أممية معادية للإمبريالية في بلدة كاستوريا تحت عنوان :إن القوة في أيدي الشعوب

عبر شيوعيو كل من اليونان و ألبانيا و جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة عن إرادتهم المشتركة نحو المساهمة في تعزيز النضال ضد الإمبريالية،في ضمن ظروف معقدة جدا ناتجة عن اندلاع متزامن للأزمة الرأسمالية و احتدام النزاعات الإمبريالية. و ذلك من خلال تظاهرة كانت عبارة عن مبادرة من جانب لجنة الحزب الشيوعي اليوناني لمنطقية مقدونيا الغربية، التي جرت يوم الاحد الماضي في بلدة كاستوريا الحدودية شمال اليونان الواقعة بالقرب من الحدود اليونانية مع كل من ألبانيا وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة.

هذا و كان ثيوذوسيس كونستانتينيذيس عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اليوناني قد ألقى كلمة، كما ووجه كل من محرم جافا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الالباني و غوران نيكله المسؤول الاعلامي للحزب الشيوعي في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، كلمة تحية في التظاهرة. و كانت تاسيفسكا دراغيتسا عضو اللجنة المركزية قد ترأست وفد الحزب الشيوعى في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة.

من جانبه ذكر ثيوذوسيس كونستانتينيذيس في سياق كلمته: " نحن نتابع التطورات الجارية في البلقان باهتمام وقلق، حيث تزداد منافسة الطبقات البرجوازية فيما بينها مع تورطها بشكل أعمق و انخراطها في المخططات الإمبريالية عبر دخول دول غرب البلقان في الاتحاد الأوروبي و توسع حلف شمال الاطلسي في المنطقة. إن التجربة التاريخية تعلمنا أن الطبقات البرجوازية و المنظمات الإمبريالية تعملان على استغلال قضايا الأقليات الموجودة فعلاً، او على اختلاق مشاكل أقليات غير موجودة، بهدف تقسيم الشعوب و تمرير سياسة، فرِّق تَسُد.

هناك في اليونان، كما هو معروف ، أقلية مسلمة و أخرى ناطقة بالسلافية. وكان حزبنا في الماضي، وما زال يناضل ضد التمييز الممارس ضدهن، و ذلك عند وبقدر تجلي التمييز المذكور. لكننا نريد التأكيد على أن الاعتراف ب "أقلية قومية للمقدونيين" و أقلية "اتركية"، على نحو ما تقوم به عموماً برجوازيات الدول المجاورة و دوائرها القومية، و عبر التشجيع المقدم من قبل الأجهزة الامبريالية، سيكون خطوة أخرى في توجه جار نحو الطعن في المعاهدات الدولية كمعاهدة لوزان، وبالتالي التشكيك بالحدود، و هو أمر يمكن ان يشعل توترات جديدة وحرباً محتملة.

يتوجه الحزب الشيوعي اليوناني نحو الطبقة العاملة وشعوب المنطقة مشدداً على أن مصالحها متطابقة مع النضال المشترك ضد الامبريالية و الاحتكارات و مع النضال من أجل فك ارتباط بلدانها من المنظمات الامبريالية، وإزالة القواعد العسكرية الأجنبية والأسلحة النووية، وعودة القوات العسكرية من البعثات الامبريالية، و في ربط هذا النضال مع النضال من أجل الاستيلاء على السلطة. و على هذا الأساس يمكن للشعوب أن تعيش في سلام و بشكل خلاق عبر استغلالها لمنابع الثروات لصالحها في سبيل تلبية احتياجاتها الخاصة بعد تحويل ثرواتها لملكية شعبية.

في سياق كلمة تحية وجهها محرم جافا، الأمين للحزب الشيوعي الالباني، قال :" سنساهم في تحسين فاعلية النضال المنسق لكل من شيوعيي بلداننا و شعوبها ضد الامبريالية، وضد الدعاية التوسعية والقومية، و الامبريالية والتحريفية و عامة ضد كافة أعداء الاشتراكية - الشيوعية ". كما و شدد غوران نيكله المسؤول الاعلامي للحزب الشيوعي في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، قائلاً : "إن اكتشاف منابع جديدة للطاقة ، في منطقة البحر المتوسط ​​و منطقة البلقان وأوروبا الشرقية، مع زيادة الاستغلال من قبل رأس المال، هما أمران لن يؤديا نحو تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا كما يزعم الامبرياليون وحكوماتهم، بل على العكس من ذلك سيؤديان نحو تغذية المنافسة الحادة و ذلك في وقت تدفع الشعوب اضعافا قيمة الكهرباء و البترول و الغاز، في وقت تشكل فيه موارد الطاقة الغنية في المنطقة فريسة للاحتكارات المحلية و الأجنبية ومجموعاتها، بدلاً من أن تشكل ملكية شعبية".

كما و القى كل من نونداس ستوليذيس ممثل "بامِه" و أفرام إغريس ممثل "باسي" و فاسيليس كاراتزيذيس ممثل لجنة السلام و سلماي ليتيم مهاجر من ألبانيا و الناطقون بالسلافية يورغوس نيكوبولوس و أليكوس أونغرينوس كلماتهم في إطار التظاهرة. وعلى وجه الخصوص، ذكر الشيوعيون الناطقون بالسلافية، أمر الاضطهاد والقمع الذي مورس على هذا الجزء من السكان على مدى عدة عقود، حيث أشاروا إلى الأساس الطبقي للقمع المذكور في تشابكه مع واقع التوترات و الاحتكاكات و استحقاقات الطبقات البرجوازية لعدة دول بلقانية متجاورة. كما و أشاروا أيضا، أن وقف التمييز والاضطهاد، وما إلى ذلك، هو أمر ذو صلة مباشرة بوجود و نشاط الحزب الشيوعي اليوناني، و مع مساهمته في نضالات الكادحين و حصولهم على حقوق الشعب الديموقرطية. هذا و تلى التظاهرة مسيرة نضالية معادية للامبريالية جابت الشوارع الرئيسية في بلدة كاستوريا.

قسم العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني

أثينا 2/6/2011