Skip to content

Personal tools

حول قضية اعتقال و تسليم خواكين بيريز بيسيرا التي شكلت عملاً فاضحاً و خطيراًَ


شكل اعتقال وتسليم خواكين بيريز بيسيرا من قبل السلطات الفنزويلية إلى كولومبيا، وهو مواطن سويدي و مناضل و كاتب وصحافي ومدير شبكة الاعلام الالكتروني ANNCOL (كولومبيا الجديدة) عملاً فاضحاً و خطيراً.

هذا وكان تسليم المناضل المذكور إلى يد نظام كولومبيا الدموي من قبل حكومة يعلن زعيمها "الثورة" و يهاجم بتصريحات حادة الولايات المتحدة من وقت لآخر، و يطيب له أن يرعد و يزبد في مهاجمة "النيوليبرالية " في حين يحافظ على علاقات ودية مع كوبا الاشتراكية. فمن الواضح، إذن ، عدم قدرة تصريحات شافيز القائلة بوجود "البطاطا الساخنة في يديه" بسبب انذار"الانتربول الأحمر، المرافق لأولئك"المدعوين بالإرهابيين وفقا لمفهوم الولايات المتحدة وكولومبيا" عن تبرير العمل المذكور.

فالذرائع المذكورة أعلاه لا تقنع أحدا، بل على عكس ذلك فهي تقلق كل مناضل، و كل إنسان تقدمي يعي أن ما سمي ب "الحرب على الإرهاب" المعلن من قبل الولايات المتحدة المستهدف بدوره للحركات الشعبية. فكما كانت من 62 الأحزاب الشيوعية قد أشارت و بشكل ناجز في لقائها العالمي عام 2002 "شكلت أحداث 11 سبتمبر ذريعة لإطلاق العنان لهجوم غير مسبوق على حريات وحقوق الشعوب تحت ذريعة الحرب ضد الإرهاب. حيث يصف الامبرياليون بالإرهابية كل حركة مقاومة مناضلة ضد العولمة الرأسمالية و ضد القرارات الضد شعبية النتخذة من قبل المنظمات الدولية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ، والاتحاد الأوروبي و غيرها)، والحركات المناهضة للإمبريالية المناضلة ضد التدخلات الامبريالية والحروب وحلف شمال الاطلسي وجميع حركات التحرر الاجتماعي والوطني والنضال ضد الديكتاتوريات والأنظمة الفاشية "(إعلان لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية عام 2002).

من هو بيسيرا الذي سُلِّم ؟

هذا و كان بيسيرا قد شغل منصب مستشار بلدي في مدينة كوريندو كممثل عن (الاتحاد الوطني- Union PatrioticaUP) و هو تشكيل سياسي علني يشارك في الانتخابات البلدية و الرئاسية، و ذلك قبل أن يغادر كولومبيا عام 1994 نحو السويد كلاجئ سياسي.

كما و كان النظام الرجعي الكولومبي مع فرق الموت الشبه عسكرية، قد قاموا سابقاً باغتيال اثنين من مرشحي الحزب المذكور لرئاسة الجمهورية، و13 نائباً، و 8 أعضاء في مجلس الشيوخ، و11من رؤساء البلديات، و 70 عضواً في المجالس البلدية إضافةً لآلاف ممثلي النقابات والفلاحين والطلاب. و لا زالت حياة بيسيرا في خطر كما و نذكر سقوط زوجته ضحية أثناء محاولة سابقة لاغتياله.

هذا و تعتبر حكومة كولومبيا بيسيرا كادراً قيادياً في تنظيم القوى المسلحة الثورية البطولية الكولومبية (FARC) التي يعتبرها كل من الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة "منظمة ارهابية".

فباختصار، كان بيسيرا "شوكة" في خاصرة الحكومة الكولومبية، وذلك لأن نشاطه ساعد في كشف حقيقة ما يحدث، أي حقيقة أن الاضطهاد والقتل لم يتوقفا أبدا.

النقاش حول "شرعية" عمل تسليم بيسيرا


أشارت أصوات كثيرة إلى عدم "شرعية" تسليم المناضل المذكور إلى السلطات الكولومبية. ففي الواقع هذا الجانب ليس بالجانب الرئيسي، كما ولا يجب الحكم على العمل الذي أقدم علية شافيز من خلال المعايير القانونية، أي ما إذا كان "العمل قانونياً" و إذا ما كان متناسباً مع"القانون و المعاهدات الدولية". ليس فقط لأن تفسيرالقانون الدولي على مدى السنوات العشرين الأخيرة يجري وفقاً لمصالح كل قوة إمبريالية، بل لأن القانون الدولي قد تغير بشكل هام بالنسبة لحقبة تشكله كنتيجة لتوازن قوى الاتحاد السوفييتي وقوى الاشتراكية من جهة والولايات المتحدة و قوى الرأسمالية من جهة أخرى. و يتجلى ذلك بوضوح سواء في استخدام منظمة الامم المتحدة في الحروب والتدخلات الإمبريالية، ولكن أيضا في استمرار دمج تغييرات رجعية الطابع في القانون الدولي بعينه، كتلك المتعلقة ب "الإرهاب" و "الراديكالية" و "التطرف" ، أي المفاهيم المستخدمة من قبل السلطة البرجوازية ك"مظلة" لقمع الحركات الشعبية.

وبالتالي، فتفسير العمل المذكور لا يمكن ان يجري من ناحية قانونية، بل أكثر من ذلك بكثيرعند علمنا أنه قد سُبق بتسليم 3 مناضلين إلى كولومبيا الذين كانو قد اعتقلوا في فنزويلا. بل يجب علينا النظر في الأسباب الجذرية التي أدت نحو السلوك السياسي المذكور بهدف توصل الحركة الشيوعية، العمالية، المناهضة للامبريالية، العالمية لإستنتاجاتها.

تخلي الحركة عن القطيعة السياسية

إن تصريحات شافيز الزاعمة بأنه سلم المناضل المذكور"لاسباب وطنية" و من اجل "تجنب اتهام البلاد برعاية الإرهاب" هي تصريحات فاضحة. فحقيقة أيمكن لأحد أن يزعم بالثورية في حين يحكم على مصلحة بلاده وفقا للمعايير المطروحة من قبل البرجوازيين وخصوصا تلك منها المتعلقة بما يسمى اليوم "الإرهاب"؟

فالتصريحات المذكورة ومع ذلك لا تشكل "صاعقة في يوم صحو" بل جائت ذلك في أعقاب طرد من القوات المسلحة الثورية الكولومبية ((FARC من" منتدى ساو باولو" الذي "تحرك خيوطه" و تشارك فيه العديد من الاحزاب الحاكمة و الحركات "اليسارية" منها و"الاشتراكية" في أمريكا اللاتينية. فكما تذكر وثائق المؤتمر ال 18 للحزب الشيوعي اليوناني : " تجري في أميركا اللاتينية و عموما محاولات ساعية إلى إدانة ورفض الكفاح المسلح الثوري، و بحجة القوات المسلحة الثورية الكولومبية، يجري تبني الموقف السياسي المذكور على نطاق أوسع من قبل كل من القوى المساندة للإمبريالية و قوى التحريفية والانتهازية، و هو موقف متعلق أيضاً بالكفاح المسلح ضد الاحتلال ومقاومة الديكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية. و يتعلق أيضاً بتطور الحركة الثورية، وبحق الحماية الذاتية من القمع و من أسلحة الطبقة البرجوازية وقواها السياسية. فجوهر الموقف السياسي المذكورهو دعم التخلي عن سياسة القطيعة والإنقلاب".

خطيرة هي"معاداة الامبريالية" الخاوية المحتوى

تعلن مختلف الأحزاب المشاركة في "منتدى ساو باولو" ومنها حزب شافيز، العداء للامبريالية و يحصرونه بالولايات المتحدة التي يصفونها ب "الامبراطورية". في الواقع تقوم القوى المذكورة بحصر النضال ضد الإمبريالية في بعد واحد، ضد الولايات المتحدة في حين ينظرون للإمبريالية كقضية "تبعية أجنبية" و تدخلات أمريكية، و تقليص الحقوق الوطنية، و لا ينظرون للإمبريالية كرأسمالية احتكارية بوصفها أعلى مراحل الرأسمالية، التي أندمجت فيها الآن جميع البلدان الرأسمالية، بصرف النظر عن مستوى تطورها الاقتصادي.

وبالتالي، فإن هذه القوى لا يمكن أن ترى (أو لا تريد أن ترى) أن علاقات التبعية التي توجد داخل النظام الإمبريالي الناتجة عن تفاوت التطور الرأسمالي، هي علاقات يجري حلها لصالح الشعب حصرياً عبر فك روابط كل بلد مع النظام الإمبريالي، أي إذا كان الاقتصاد ضد نُظِم على أساس خدمة الحاجات الشعبية، و على أساس التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج الأساسية، و تطبيق استخدام التخطيط المركزي وفرض الرقابة العمالية الشعبية. وبعبارة أخرى، يرفضون حتميات حاسمة لكل من الثورة الاشتراكية و بناء الإشتراكية كديكتاتورية البروليتاريا. بدلا من ذلك ، يقومون بتوصيف "اشتراكية" أخرى ملقبينها ب " اشتراكية القرن 21"، التي هي في الحقيقة منطق آخر في إدارة الرأسمالية، امر يظهر مطالب طبقاتهم بلدانهم البرجوازية المتطلعة نحو موقع أفضل في هرم الامبريالية العالمية. إن اسلوبهم المستعمل لتحقيق ذلك، يكمن في تشكيل منظمات رأسمالية دولية كميركوسور أو(السوق "المشتركة لأمريكا اللاتينية)، و يوناسور (اتحاد دول أمريكا الجنوبية)، وألبا (البديل البوليفاري لأمريكا اللاتينية) ، ومؤخرا كالك (مجموعة بلدان أمريكا اللاتينية و الكاريبي)، التي عقدت اجتماعها التحضيري الأول.

إن هذه العمليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية جارية وهي تتطلب تقارب الطبقات البرجوازية في المنطقة. كما و تشير التطورات أيضاً أن قضية بيسيرا لم تكن "خطأً" بسيطاً لشافيز، بل كانت خياراً مرتبطاً و منسجماً مع الخيارات الطبقية رأس المال في أمريكا اللاتينية. وعلاوة على ذلك، يتجلى ذلك أيضاً في إعادة دفء العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا، بعد انتخاب خوان مانويل سانتوس في منصب رئيس كولومبيا. و ذلك على الرغم من اصرار كولومبيا على اتفاقها مع الولايات المتحدة على متابعة استخدامها لما لا يقل عن سبعة قواعد عسكرية جوية للقوات الامريكية.

 

مقال إليسيوس فاغيناس عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني و مسؤول قسم العلاقات الخارجية. نشرته صحيفة ريزوسباستيس في عددها الصادر بتاريخ 15/5/2011

 


e-mail:cpg@int.kke.gr
أخبار


 
 

الصفحة الرئيسية | الأخبار | تاريخ الحزب | اللقاءات العالمية | صور\موسيقا\فيديو | مواقع صديقة | للاتصال بالحزب


الحزب الشيوعي اليوناني -- اللجنة المركزية
145 leof.Irakliou, Gr- 14231 Athens tel:(+30) 210 2592111 - fax: (+30) 210 2592298
http://arold.kke.gr - e-mail: cpg@int.kke.gr