Skip to content

Personal tools

سياسة تحالفات في سبيل مصالح الشعب، لا في سبيل تأبيد سلطة الاحتكارات



مقال يورغوس مارينوس عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، حول لقاء الحزب الشيوعي البرتغالي مع "تكتل اليسار البرتغالي- بلوكو". الذي شكل حدثاً يجري استخدامه بعدة أساليب من القوى الإنتهازية في بلدنا، علماً أن المقال نُشر من قبل صحيفة الحزب "ريزوسباستيس" في عددها يوم 17/4/2011.

سياسة تحالفات في سبيل مصالح الشعب، لا في سبيل تأبيد سلطة الاحتكارات

تشكل كل من تطورات الحركة الشيوعية العالمية، واستراتيجية وتكتيكات الأحزاب الشيوعية، والتحالفات السياسية المتبعة من قبلها، و موقفها تجاه كل من الأحزاب البرجوازية، والاشتراكية الديموقراطية والانتهازية، كما وتجاه المنظمات الامبريالية وعموما تجاه مسائل الصراع الطبقي، مصدراً للخبرة يتوجب علينا مراجعته و الإستفادة منه كما و تقييمه أو ورفضه، و ذلك في سياق العمل على تعزيز التوجه الأساسي : و هو أن تصبح الأحزاب الشيوعية أقوى، و أكثر قدرة على التجاوب مع التزاماتها باعتبارها الطليعة الثورية للطبقة العاملة، و هي سمة طليعة تستحوذ عليها الأحزاب الشيوعية عبر الممارسة العملية، و من خلال مواجهات طبقية تسعى لتعزيز وحدة الطبقة العاملة، و التحالف الاجتماعي مع الشرائح الشعبية المضطهدة، في نضال من أجل إسقاط الرأسمالية ومن أجل هدف السلطة العمالية، من أجل الاشتراكية.

 

إن تبادل وجهات النظر حول القضايا الأيديولوجية والسياسية، التي تحتل قضية سياسة التحالفات موقعاً هاما فيها، يشكل أداة مفيدة، نرغب اليوم تقاسمنا مع الأحزاب الشيوعية مخاوفنا الناتجة عن اللقاء الذي عقد مؤخرا في لشبونة بين الحزب الشيوعي البرتغالي وحزب "تكتل اليسار"، و إستغلال اللقاء المذكور من قبل قوى الانتهازية في اليونان.

 

فوفقا لبيان صادر عن الحزب الشيوعي البرتغالي، كان هناك تبادل لوجهات النظر خلال اللقاء حول التطورات المحيطة بحالة البلاد الاجتماعية والاقتصادية، "و كان هناك تقييم سمح بتحديد وجود تقديرات متقاربة. و تقارب في وجهات النظر في الوقت نفسه مع عدم اخفاء وجهات نظر مختلفة و مواقف مختلفة حول مختلف القضايا، أمر طبيعي بحد ذاته حين كلامنا عن حزبين بمسارات و برامج مختلفة."

 

كما و يذكر نفس البيان ان "كل حزب سيشارك في الانتخابات المقبلة بطروحاته و برنامجه، و سيتابع الحزب الشيوعي البرتغالي توسيع نطاق مداخلته الاجتماعية والسياسية في اعتقاد راسخ و ثقة منه في أهمية تعزيز التحالف الديمقراطي الوحدوي "CDU" وهو( تحالف انتخابي يشارك فيه الحزب الشيوعي البرتغالي)، لفرض قطيعة مع سياسة اليمين وفتح الطريق لسياسة يسارية وطنية. و هو أمر لا يمنع في أي تقارب، كذلك الذي حدث في مجال البرلمان، عند التركيز على الدفاع عن المصالح الوطنية. أو في رفض السياسات والتدابير المرهقة أو حتى عن طريق تبني تدابير بديلة، تهدف لتعزيز التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية و الدفاع عن الحقوق ".

 

هذا كما و نطالع في موقع جريدة التكتل المذكور و عنوانها "اليسار"، ما يلي :

 

"هناك تقارب بين كل من حزبي "التكتل" و الشيوعي البرتغالي و إجماع على سياسة مخرج يساري. فبعد اجتماع دام ساعة، أعلن كلا الحزبان تقارب مواقفهما في مواجهة تدخل صندوق النقد الدولي، كما و في سبيل سياسة يسارية في مواجهة الافلاس. علماً باستمرارالحوار ".

 

هذه هي الحقائق. وعليها يحاول الوقوف كل من سيناسبيسموس/ سيريزا و غيرهما من الحركات الانتهازية في اليونان لاعادة موضوعة "وحدة اليسار" إلى المشهد.

يمكننا أن نقول و باختصار: هذه هي الانتهازية.

سياسة بلا مبادئ، تحاول نقل حدث جرى في البرتغال، و بشكل ميكانيكي لليونان، بهدف تبرير و دعم خياراتها.

ولكن هذا لا يكفي. فالمسألة أكثر تعقيدا. و هي تتعلق بمحاولة أسرالقوى الشعبية في إطار سياسة تحالفات مفلسة، عفا عنها الزمن تشكل أساسها استراتيجية إشتراكية ديمقراطية يتبناها السيناسبيسموس وغيره من قوى الإنتهازية الأخرى، عبر طرحهم و اعتمادهم لمقترحات إدارة مماثلة لمقترحات البرجوازية، حول الأزمة ومخرجها، كما و حول الدين والعجز.

و لهذا السبب نعتقد أن فتح هذا الموضوع هو أمر جيد.

لقد بنى الحزب الشيوعي اليوناني و على مدى سنوات عديدة، علاقات رفاقية مع الحزب الشيوعي البرتغالي، كما و يقدر مساهمته الكبيرة في تطوير الصراع الطبقي في البرتغال دفاعاً عن المصالح العمالية و الشعبية. كما و يقيم دعمه للمنظمات المعادية للامبريالية و في التصدي لعداء الشيوعية، وللصعوبات الكبيرة التي ولدت نتيجة الثورة المضادة و إسقاط الاشتراكية.

ان حزبنا، كجزء من الحركة الشيوعية العالمية، يدرس بعناية موضوعات وقرارات الأحزاب الشيوعية، متموضعاً حول قضايا مركزية و من معيار يفحص كافة الخيارات و أمر تسهيلها أو إعاقتها للصراع الطبقي، و تعزيزها أو إضعافها إجمالاً للنضال ضد الامبريالية والاحتكارات، و إذا ما كانت تساعد في تحرير القوى الشعبية من تأثير كل من أيديولوجية وسياسة البرجوازية والانتهازية.

وبالإضافة إلى ذلك، يقوم الحزب الشيوعي اليوناني بإعلام الأحزاب الشيوعية و بشكل منتظم حول نشاطه و خبرته.

و من هذا المنظور ندرس اللقاء الذي عقد بين الحزبين المذكورين، معتقدين بضرورة ملحة لنقل التجربة التي راكمها حزبنا من مواقف الانتهازية في اليونان، التي اتبعت تاريخيا تكتيكاً انحلاليا،ً تآكلياً ، عبر تشكيلات تحالفٍ "كاليسار الديموقراطي الموحد" في الخمسينات و الستينات و " اليسار الموحد" في عام 1974، و"التحالف- سيناسبيسموس" في أواخر الثمانينات.

إن الممارسة الأساسية التي تطبع موقف الإنتهازية هي الاندماج في الأيديولوجية و السياسة البرجوازية، وإلغاء المبادئ التي تميز الحزب اللينيني من نوع جديد، وإلغاء استقلالية الحزب الشيوعي و تفكيكه.

 

فهذه التجربة مفيدة جدا لدراسة الدور الذي يقوم به حزب "تكتل اليسار" في البرتغال.

 

حيث غُذي الحزب الانتهازي المذكور، من كوادر انفصلت عن الحزب الشيوعي البرتغالي في السنوات الأخيرة.

و هو حزب ذو استراتيجية اشتراكية ديمقراطية، ومواقف داعمة لسلطة الاحتكارات و للملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج، كما وللاتحاد الأوروبي، وهو حزب دعم لفترة طويلة سياسة حكومة الاشتراكي سوكراتِس.

كما و ينشط الحزب المذكور في إطار صنيعة الإتحاد الأوروبي المعروفة ب"حزب اليسار الأوروبي"، حيث يشغل في إطاره موقع نائب رئيسه و مع حزب السيناسبيسموس يشارك في حملة العداء للشيوعية، وفي محاولة تغيير طابع الأحزاب الشيوعية لأشتراكي ديموقراطي، كما و يدعم الحزب المذكور القرارات الضد شعبية التي تطيح بالحقوق العمالية و الشعبية، كما و كان قد دعم مؤخراً قرار البرلمان الأوروبي القاضي بمشاركة الاتحاد الأوروبي في الحرب الامبريالية ضد ليبيا.

فمن الواضح أن طابع الحزب المذكور لا يتغير بمجرد لقائه مع الحزب الشيوعي البرتغالي في ظل احتمال وضع أسس للتعاون بينهما. فطابع الحزب المذكور الاشتراكي الديمقراطي باقٍ، كما و يسبب نشاطه الأذى للحركة العمالية الشعبية و ذلك بغض النظرعن نوايا شيوعيي البرتغال، حيث سيقوم"التكتل" باستخدام أمر التعاون المذكور لزرع البلبلة، كما و لإفساد الوعي و لممارسة الهجوم الجانبي على كل من الأحزاب الشيوعية والقوى المناهضة للإمبريالية.

هذا و كان حزب السيناسبيسموس قد حيى لقاء الحزبين المذكور، محاولاً استغلال التطورات الجارية على الصعيد الأوروبي أو العالمي، انتهازياً بغرض الدعاية لمواقفه واللعب بشكل مضلل.

 

كما و كانت حكومة جوسبان في فرنسا.قد فعلت نفس الأمر حين حيت تعاون الحزب الاشتراكي مع الحزب الشيوعي الفرنسي وعدد من التشكيلات الانتهازية الأخرى، حيث تحدثت حينها عن "ضوء أمل"، وفي سياق التطورات، أي عند خلق التعاون المذكور لردود فعل شعبية وإفلاسه لاحقاً، حاول السيناسبيسموس الالتفاف نحوالوراء عبر تقديم جملة من الأعذار .

و بما يتعلق بالتطورات السابقة في إيطاليا، حيى السيناسبيسموس قيام تحالف "يسار الوسط" المعروف ب"الزيتونة" حيث تكلم حينها عن "غصن أمل" في أوروبا. وعندما ندد الكادحون بسياسة "الزيتونة" ، حاول السيناسبيسموس تبرير ما لا يمكن تبريره.

ومن المؤكد أن كل من منطق "وحدة اليسار" و منطق "الجبهات المعادية لليبرالية الجديدة" تلقيا ضربة هامة، ولكن الانتهازية تصر على أداء مهمة تضليل القوى الشعبية، واعاقة الوعي الشعبي من القيام بخطى جذرية و من استخدام معرفتها وخبرتها في الصراع الطبقي.

يقوم الحزب الشيوعي اليوناني بتقييم التطورات من منطلق المصالح العمالية الشعبية، محذراً للشعب من مخاطر وقوعه في مكائد قوى الخضوع، و يتوجه بوضوح نحو الطبقة العاملة والشرائح الشعبية و نحو شبيبتنا قائلاً : لا لأي ثقة في كل من تشكيلي سيناسبيسموس/ سيريزا وغيرها من قوى الانتهازية. فاستراتيجيتها تخدم تأبيد الرأسمالية، و النظام الاستغلالي، بغض النظر عن حركات بهلوانية تتبعها في تعابيرها و لهجاتها المستهدفة تعكير المياه. إن الاتجاه الأساسي المعبر عن سياساتها هو الحفاظ على سلطة الاحتكارات والملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج، والتنمية الجارية وفقاً لمعيار الربح.

إن أحد العناصر الرئيسية للاستراتيجية المذكورة هو العداء المنهجي للشيوعية، الذي يقدم بدوره ذريعة للعداء البرجوازي للشيوعية، و هو أمر يصف مسار القوى المذكورة منذ عام 1990 و حتى اليوم.

 

يحتوي التوجه الاستراتيجي لمواقف و ممارسات السيناسبيسموس على موقف دعم الاتحاد الأوروبي و مساندة استراتيجية إعادة الهيكلة الرأسمالية، التي تقوض وتلغي بدورها وعلى مدى سنوات الحقوق العمالية والشعبية.

كما و تجلى هذا التوجه في تغذية البلبلة المتعلقة بدور حكومة الباسوك، عند خدعته للشعب بقوله إن الخطأ الحاصل يعود لعدم تنفيذ حكومة الباسوك لتعهداتها البرامجية، في حين كان من المعروف أن التعهدات المذكورة كانت عبارة عن هجوم على حقوق الشعب على كافة الجبهات.

ومن التوجه المذكور ينبع الموقف العدائي تجاه جبهة العمال النضالية "بامِه" وتجاه التجمعات النضالية الأخرى، ودعمه النقابيين الحكوميين و توابع أرباب العمل في الحركة النقابية، و كتل الغالبية في الإتحادات العامة الممثلة لكلا القطاعين العام و الخاص. التي تفعل كل ما بإمكانها في سبيل إفساد ونزع سلاح الحركة العمالية، و في سبيل دمجها في منطق رأس المال.

لن تنطلي علينا حيل الانتهازية. كما و لن تُمحى "خطايا" السيناسبيسموس السياسية و لن تغسلها محاولة استغلال النقاش الحاصل بين الحزب الشيوعي البرتغالي و بين"التكتل".

 

تقوم الأزمة الرأسمالية بأسلوب مميز اليوم، بالتركيزعلى تجاوز الحدود التاريخية للنظام الاستغلالي. ففي أيامنا ترتبط فعالية النضال الطبقي بشكل واضح بالتوجه نحو حل قضية السلطة. في حين يقوم السيناسبيسموس/ سيريزا مع التشكيلات الأخرى بالتلاعب بالكادحين عبر طرح مطالب متعلقة بإعادة التفاوض حول الدين، التي تعني بدورها ضرائب جديدة، و شروطاً قاسية و فرض مذكرات جديدة على الشعب.

كما و يسخرون من الشعب عبر طرحهم لأوتوبيا إعادة توزيع عادل للثروة، في ظل ظروف سلطة الاحتكارات وعبرمطالب مماثلة أخرى تستخدم على نطاق واسع أيضاً من قبل الأحزاب البرجوازية، و من قبل الاقتصاديين البرجوازيين، المدافعين عن النظام.

كما و إن التغييرات المستمرة في المواقف والمطالب، الهادفة لتعكير المياه، تشكل شهادة بعدم موثوقية الأحزاب والمجموعات الانتهازية.

أمام شعبنا التزام ينبغي أن يتبلور في صرامة حكمه على سياسة تحالفات السيناسبيسموس، و على انتهازية دعواته نحو"وحدة اليسار" التي تهدف الى إعاقة تجمع الشعب على أرضية معادية للإمبريالية والاحتكارات في توجه ضد الرأسمالية.

إنهم يبحثون عن من يشاركهم في ذنبهم أي في تأبيد سلطة الاحتكارات و هم يشهدون ببؤس مشروعم "سيريزا" عبر عراكهم الدائر ومآزق "بابلهم" الانتهازية.

ينظر الحزب الشيوعي اليوناني بمسؤولية كبيرة نحو قضية سياسة التحالفات، من منطلق كونها أداة ذات أهمية استراتيجية، تعطي بدورها القوة لنضال الحركة العمالية الشعبية، نحو حشد القوى ضد البلوتوقراطية، كما و ضد السياسات الضد شعبية والمنظمات الإمبريالية.

لقد استبعد حزبنا أي تعاون مع الأحزاب والمجموعات الانتهازية التي حاولت قاصدةً تفكيك الحزب الشيوعي اليوناني و التي احتفلت حين إسقاط الاشتراكية، و هي التي تغذي منطق الخضوع مسممة بذلك الوعي الشعبي.

كما واستبعد حزبنا أيضاً أي عملية إلصاق قمم، في إصرارعلى بناء التحالف الاجتماعي - السياسي للقوى صاحبة المصلحة في الصدام مع استراتيجية الاحتكارات والإمبريالية، مع الأخذ في الاعتبار أن التحالف ليس قضية الحزب الشيوعي اليوناني وحده، بل يخص قوى أوسع لا زالت أسيرة بِدَع أيديولوجية برجوازية، أو لا زالت مترددة في القيام بخطوة نحو الأمام.

يُصر الحزب الشيوعي و بعزم على قيام نشاط منسق مشترك بين الطبقة العاملة وصغار و متوسطي المزارعين و ذاتيي التشغيل من الحرفيين، و تجمعاتهم النضالية ذات التوجه الطبقي الممثلة للشرائح الإجتماعية المذكورة. التي تتصدر نضال شعبنا من أجل حل أية مشكلة. و هي التجمعات التي تشكل العمود الفقري لمحاولة ضخمة جارية نحو بناء جبهة نضال ضد الإمبريالية و الإحتكارات، و لبناء تحالف اجتماعي- سياسي متوجه نحو سلطة شعبية واقتصاد شعبي، أي نحو الاشتراكية، التي تشكل بدورها شرطاً أساسياً لإلغاء الاستغلال، ولضمان حق الجميع في العمل كما ولتلبية الاحتياجات الشعبية المعاصرة.

هذاهو الجواب الموضوع على جدول الأعمال من قبل التطورات. لأن النضال في سبيل حل مشاكل الأسرة العمالية الشعبية المتفاقمة، والنضال ضد تداعيات الأزمة و ضد مذكرة التدابير القاسية الضد شعبية و ضد المنظمات الإمبريالية، وفي سبيل قضايا الحقوق السيادية، هو نضال يكتسب زخماً بقدر تطوره و صيرورته نضالاً في سبيل إسقاط سلطة الاحتكارات، و إسقاط همجية الرأسمالية.

قسم العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني

 

 

 

 


e-mail:cpg@int.kke.gr
أخبار


 
 

الصفحة الرئيسية | الأخبار | تاريخ الحزب | اللقاءات العالمية | صور\موسيقا\فيديو | مواقع صديقة | للاتصال بالحزب


الحزب الشيوعي اليوناني -- اللجنة المركزية
145 leof.Irakliou, Gr- 14231 Athens tel:(+30) 210 2592111 - fax: (+30) 210 2592298
http://arold.kke.gr - e-mail: cpg@int.kke.gr