الحزب الشيوعي اليوناني : نحو استراتيجيةٍ مُعارضةٍ تقود الشعب نحو التشكيك بالنظام و إسقاطه
تستمر في اليونان تحركات الكادحين المعارضة لتدابير وإجراءات الحكومة ذات الطابع الضد عمالي - الضد شعبي.
حيث جرت يوم الخميس 9 كانون الأول/ ديسمبر في كل من اثينا وتسالونيكي، تظاهرات و مسيرات جماهيرية كبيرة ضد مشروع القانون المطروح من قبل حكومة الإشتراكيين الديمقراطيين الذي يحتوي على :
• إلغاء عقود العمل الجماعية القطاعية الذي يؤدي بدوره "لتمزيق" الرواتب والأجور.
• تخفيض أجور العاملين في مؤسسات مرافق القطاع العام "السابقة"، تصل نسبته 25 ٪ .
• زيادة نهب الدخل الشعبي، من خلال زيادة ضريبة القيمة المضافة.
• تطبيق المزيد من الإعفاءات الضريبية لرأس المال مع دعمه بمال "رخيص" بغرض الإستثمار.
هذا و كانت مظاهرات سابقة قد نُظمت من قبل جبهة العمال النضالية "بامِه" يوم الثلاثاء 7 ديسمبر، احتجاجاً على زيارة رئيس الصندوق النقد الدولي شتراوس – كان، لليونان.
كما و أجرى الحزب مؤتمراً صحفياً يوم 9 ديسمبر، أدلت فيه الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني بتصريحات شاملة.
هذا و كانت الأمين العام قد ذكرت في سياق حديثها: "في الحرب الواقعة على العمال في اليونان وأوروبا، يجب ان نستعد لكي تنتهي هذه الحرب بنصر الشعب، و الشعوب. إن الحكومة قاسية فظة، و حزب المعارضة الرئيسي يسخر من الشعب عبر طرحه "لتركيبة سياسة مختلفة". يتجسد المطلب اليوم في استراتيجيةٍ معارضةٍ تقود الشعب نحو التشكيك بالنظام وإسقاطه، وليس عبر حلول زائفة التي تعيد بدورها إنتاج المشاكل و تفاقمها. هذه هي دعوتنا الراهنة اليوم. فلا تأجيل للقرار، وخصوصا في حين تتواجد فيه ما تبقى من الحقوق الشعبية في خطر داهم. إن مطلب الجبهة الاجتماعية – الشعبية للتصدي والهجوم المضاد هو حاضر الآن. فليس هناك من مخرج مشترك لدعائم النظام من جهة و للشعب العامل من جهة أخرى. فالغلبة ستكون إما للنظام أو للشعب المعارض للنظام الرأسمالي و سلطته. إن الطبقة العاملة وحلفائها هم القادرون على تأمين التنمية الفعلية للبلاد، عبر استبدالهم للمسار الرأسمالي للتنمية الذي يخدم الربح. فالتنمية الحقيقية لصالح الشعب و لصالح خدمة احتياجاته المتزايدة المعاصرة، و هي تنمية من شأنها أن تلغي البطالة والفقر والازمة ".
كما و أضافت أيضاً: " حان الوقت الآن، لبلورة و تشكيل جبهة اجتماعية – شعبية مميزة للنشاط الجماهيري و السياسي، من قبل القوى الجذرية المتواجدة فعلياً و التي ينبغي مضاعفتها، أي قوى العمال و الموظفين الجذرية في كِلا القطاعين الخاص و العام، و القوى الجذرية لصغار الكسبة و فقراء الفلاحين، و ذلك من خلال تعزيز مشاركة الشباب، المتحدرين من أصول عمالية - شعبية، وخصوصا الطلاب العاملين، و شباب التدريب المهني و النساء، والمهاجرين، و كل المناضلين في مجالات الفن والعلوم والثقافة.
إن براعم هذه الجبهة هي موجودة الآن، و تتمثل بتجمعات العمال و الموظفين و المزارعين و الحرفيين و الطلاب و النساء و غيرها من أشكال التعبئة التي سيشكلها الكادحون أثناء مسار التطورات، و هناك أشكال أخرى، كالحركات الجماهيرية المناهضة للحرب الإمبريالية، و أخرى مناضلة في سبيل الحقوق الديمقراطية،النقابية، الفردية منها والجماعية، و مع التجمعات الناشطة في مجال الإدارة المحلية.
هذا و ينبغي أن يكون للجبهة الشعبية – الاجتماعية المذكورة، هدفان مترابطان :
أولهما هو النضال للتصدي و استنزاف و تقويض الإجراءات البربرية الموضوعة من قبل الحكومة وحلفائها، كما و أيضاً استهداف الآلية التي يشكلها كل من نظام البلاد البرجوازي السياسي وبلوتوقراطيته .
هذا و لا ينبغي الإكتفاء بنضال الإستنزاف، بل يجب و على الأقل تحقيق بعض الانتصارات الصغيرة والكبيرة.
إن أهم واجبات الجبهة يتجسد في العمل الخلاق، الهادف لتحريرموقف شعبي كفاحي، وفي بث الكرامة والتفاؤل النضالي، وفي دعم الحس الوطني الطبقي والأممي، وتحرير الطاقة الشعبية الكامنة ومبادراتها التي ستحول بدورها الجبهة لتيار تغيير شعبي سيؤدي لقلب موازين القوى.
إن للجبهة خيار خلاق واقعي وحيد و هو : تقديم الدعم لطرح السلطة والإقتصاد الشعبيين، البديل، و عبر الشعار المركزي القائل بالتملُّك الاجتماعي للاحتكارات، وبتشكيل التعاونية الشعبية في المجالات التي لا يمكن تملُّكها اجتماعيا، و التخطيط الوطني الشامل و الرقابة العمالية – الشعبية الممارسة من الأدنى نحو الأعلى. و عبر إثبات و إظهار ما بقي من إمكانات البلاد الحقيقية للتنمية، و التي لا ينبغي السماح بضياع الوقت و السماح بمزيد من تقويضها وتدميرها.
ينتقل الحزب الشيوعي اليوناني نحو رفع وتيرة الدعاية لطرحه السياسي، و ذلك في "توازٍ" و تزامن مع حضوره في كافة النضالات اليومية.
قسم العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني
أثينا
10/12/2010
e-mail:cpg@int.kke.gr