تنظيم شعبي مع طرح سلطة بديلة مقوضة لسلطة الإحتكارات

ترسل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بتحيتها الحارة إلى عشرات الآلاف من الشباب و الشابات و الكادحين من جميع الأعمار، الذين زاروا  وساهموا في نجاح فعاليات المهرجان السادس و الثلاثين للشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها "أوذيغيتيس".
كما و تشكل المشاركة الواسعة الحماسية للشباب هذا العام، مؤشراً آخر على ارتفاع هيبة الشبيبة الشيوعية اليونانية و حزبها. وتبين تنامي تيار تفكير أعمق،في ظروف الاستياء الشعبي العام، يقوم بالتقرب من مواقف و طرح الحزب الشيوعي اليوناني السياسي. وتكشف عن الإمكانيات المفتوحة في وجه الحزب وشبيبته.
هذا و ذكرت الأمين العام للجنة المركزية للحزب اليكا باباريغا في سياق خطاب ألقته يوم 18/9 في أثناء تجمع سياسي كبير في نطاق المهرجان:<< ونحن، مثل كل الشعوب، نعيش عواقب عودة الرأسمالية إلى بلدان الاشتراكية.  حيث يستغل أعداء الشعوب الهزيمة المؤقتة، لصالحهم لإقناع الشعوب بأن خضوعها لقوى رأس المال، والامتثال والانضباط  للنظام السياسي البرجوازي، هو طريق "أحادي الإتجاه".
إننا لم نقف مكتوفي الأيدي، كما و لم نرهب عداء الشيوعية المسعور والإحباط المشروع الناجم عن الإنقلابات ضد الإشتراكية. كما و لم نتبنى آراء مناصري النظام الرأسمالي، و آراء الجبناء من صاحبي كل مصلحة في إخفاء الحقيقة.
تغلبنا على شعور المفاجأة، ورفضنا نبؤات المنجمين القائلة بتلاشي الحركة الشيوعية في اليونان، و قمنا بالتخلص من الإنتهازية، و بإعادة تنظيم وإعادة تشكيل. قمنا بالإجابة على أسئلة أساسية : ما هي الأخطاء التي وقعت و أسبابها. إننا نواصل البحث والحوار. إننا مدركون لمسؤوليتنا، أي بضرورة إقناع الشعب بامتلاكه للقوة و بقدرته على استحقاق مسار التنمية البديل ضد الاحتكارات و سلطتها.
كما و تقع على عاتق الشعب مسؤولية مكافحة آثار حملة العداء للشيوعية والإشتراكية، و مكافحة الكلام الخبيث عن الأخطاء والعدمية. فليس الجميع ملزماً بتبني جميع مواقفنا. لكن يتوجب عليهم إدراك ماهية الرأسمالية و إلى أين هي ذاهبة، و ما تعنيه الملكية الفردية لوسائل الإنتاج، ما هو الإستغلال الطبقي، و العمل المأجور.>>
هذا و قدمت اليكا باباريغا الطرح السياسي للحزب الشيوعي اليوناني لسلطة و اقتصاد شعبيين، حيث وأكدت على ما يلي :<<  بالتأكيد لا نتطلع نحو يونانٍ  رأسماليةٍ خارج الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، و هي التي ستنفذ السياسات الضد شعبية نفسها أو مماثلاتها، حتى ومن دون التزامات رسمية. فنحن لا نتكلم عن يونانٍ، بشعبٍ بعيد عن الثروات التي يُنتجها، أو بشعب يتسول جالساً في الزاوية، إننا  نتكلم عن يونانٍ حرة من الإتحاد الأوروبي والناتو و من إتفاقياتها الحالية مع الولايات المتحدة، شكلاً و مضمونا. نتكلم عن يونان خالية من الملكية الرأسمالية، حيث سيسير شعبها على مسار التنمية البديل، عبر تنظيم آخر للمجتمع، وملكية وسلطة شعبية، و اقتصاد شعبي، نحن نتكلم عن يونانٍ اشتراكية.>>
كما وحثت اليكا باباريغا نحو تعزيز النقابات ذات التوجه الطبقي في كل القطاعات، لا سيما في المناطق الصناعية، و في المجالات المتعلقة بالمنتجات والخدمات الأساسية للشعب اليومية. كما و أيدت في الوقت ذاته بناء تحالف، يبدأ من القاعدة نحو القمة، يضم  العمال و الموظفين مع صغار المزارعين والعاملين لحسابهم الخاص. و مع توسيع التحالف مع تجمعات الطلاب والنساء، مع مراعاة الحاجة إلى زيادة استيعاب مشاكل الشباب والنساء، الذين يتعرضون لظروف الهجوم الوحشي الأقسى. وفي هذا الصدد أشارت إلى أهمية التشكيل الجبهوي الناشئ بين جبهة العمال النضالية (بامِه) ، وتجمع صغار التجار و الحرفيين المناهض للإحتكارات، و تجمع المزارعين النضالي، والاتحاد النسائي اليوناني،وجبهة النضال الطلابي.
ودعت الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني من منبر المهرجان، الشعب للتصويت في الانتخابات المحلية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، لصالح قوائم  "التجمع الشعبي"، التي يدعمها و في جميع أنحاء البلاد الحزب الشيوعي اليوناني، مشيرة إلى أهمية الرسالة السياسية التي يتضمنها صعود نسب القوائم التي يدعمها الحزب الشيوعي اليوناني. كما وانهت خطابها عبر توجيه الدعوة التالية : "تعالوا لنلتقي على درب النضال ضد الامبريالية والاحتكارات، الذي يمتد من أكثرالمشاكل اليومية الملحة، ليصل حتى استحقاق السلطة الشعبية. إن درب الشعب الأحادي الإتجاه سيكون مختصراً، بقدر سرعة قيام الطبقة العاملة وحلفائها بعمل حاسم.
كما ونعد بأن نتصف بكفاحية أشد، و بكوننا أكثر انفتاحا على نقاشات الشعب، و أن نتمتع بمزيد من الصبر والمرونة. و لكننا نوضح بأننا : لن نُظهر أي مرونة في مواجهة إعادة الهيكلة الرأسمالية، و في مواجهة المذكرة، والنظام البرجوازي السياسي والأحزاب السياسية وسواترها."
2010/09/23