Skip to content

Personal tools

يُواصل الحزب الشيوعي اليوناني نضاله بحزم في سبيل إسقاط همجية الرأسمالية


 

مقالٌ بقلم يورغوس مارينوس عضو في المكتب السياسي في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني.

يُعبِّر الحزب الشيوعي اليوناني عن شكره الحار نحو الأحزاب الشيوعية والشيوعيين والشيوعيات كما و للعديد من المناضلين في مختلف أنحاء العالم،  الذين عبروا عن تضامنهم الصادق و دعمهم لحزبنا، نظراً للمعارك الطبقية الصعبة التي خاضها لفترة طويلة قبل وخلال الأزمة الرأسمالية.

سيواصل حزبنا  استحقاقه لثقتهم عبر تصعيد النضال من أجل مصالح الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية في سبيل إسقاط الهمجية الرأسمالية و بناء الاشتراكية.  وذلك تجاوباً منه مع ما يفرضه هدف إلغاء استغلال الإنسان للإنسان باعتباره مبدءاً أساسياً لوجود الأحزاب الشيوعية.

لقد أثارت التطورات في اليونان و على وجه الخصوص معركتا الانتخابات الأخيرتان، العديد من النقاشات حول  الحزب الشيوعي اليوناني و "اليسار"، ودور "الحكومات اليسارية" و موقف الشيوعيين تجاهها.

قامت بعض القوى المتواجدة في مسار تحول نحو الإشتراكية الديموقراطية، عبر استخدامها لاسمها كحزب شيوعي مع غيرها من القوى المتحدثة باسم "اليسار" بفتح جبهة علنية أو متزلفة خبيثة ضد الحزب الشيوعي اليوناني عبر التشهير بنشاطه و عبر  تحوير مواقفه أو الصمت تجاهها و عبر حديث يفتقد للأساس عن انعزالية الحزب و قيامها باجترار حجج اعداء الحزب و تبني ونشر مواقف حزب سيريزا. كحزب مؤيد بتعصب للاتحاد الأوروبي، وحامل لطوباوية "الرأسمالية بوجه إنساني" يحتوي قوامه على قوى انتهازية يمينية مع بقايا حطام الصراع الطبقي إلى جانب زمر يساروية هامشية (تروتسكية و ماوية سابقة) و قسم مهم من كوادر حزب الباسوك الاشتراكي الديمقراطي.

هذا  و تفضح حقيقة نشاط الحزب الشيوعي اليوناني و مساهمته في الكفاح الثوري، كافة  القوى التي فتحت جبهة مستهدفة له، تتضمن جهاز "حزب اليسار الأوروبي" وغيره من مؤيدي كاريكاتير"اشتراكية القرن اﻠ 21" . و على الرغم من ذلك، تتمكن مواقف القوى المذكورة من إلحاق الضرر بالطبقة العاملة و الشرائح الشعبية و الشباب، نظراً لاصطفافها  ضد الشيوعيين المكافحين بثبات ضد الطبقة البرجوازية والإمبريالية في سبيل عدم دمج الكادحين وتماشيهم مع تطلعات رأس المال.

ندعو الشيوعيين والشيوعيات، والعمال والعاملات الذين يتابعون التطورات في اليونان والمهتمين بمجرى الصراع الطبقي، للمزيد من الإطلاع  على استراتيجية وتكتيك الحزب الشيوعي اليوناني، و على تاريخه ونضالاته. كما و للحكم على مواقفه عبر معايير ايديولوجية سياسية محددة، لا عبر الشائعات والافتراءات التي لا أساس لها. عند ذلك سيجدون أن الهجمة على استراتيجية الحزب الشيوعي اليوناني، وعلى سياسة التحالفات التي يتبعها، الجارية عبر  استخدام مختلف الهزل القائل بانعزالية الحزب من قبل قوى البرجوازية أو قوى ترفض بالممارسة المبادئ الماركسية اللينينية، وضرورة الاشتراكية، و جوهر الصراع الطبقي الذي يكتسب مغزى و وجوداً عند ربطه بالسلطة العمالية الشعبية.

كما وسيجدون  أن هذه القوى المُتَّبعة لسياسة إدارة برجوازية تتستر خلف حول كلامٍ جارٍ حول"حل ٍيساري"، ناشرة للأوهام المتعلقة ﺑ"أنسنة الرأسمالية"،التي لها عواقب وتبعات سلبية جدا على نضال الكادحين.

إن الأسوأ هو "خبث" هجوم هذه القوى نحو الحزب الشيوعي اليوناني، حيث تدعي صداقتها له في بعض الأحيان تحاول استغلال نتائج الانتخابات السلبية على  شعبنا و عبر تدعيم  مزاعمها الخطيرة بالإستناد للنتائج المذكورة.

                         حول التطورات في اليونان

في اليونان، يتسبب استمرار أزمة الرأسمالية لفرط التراكم الرأسمالي على مدى عامها الرابع و في ترابط مع أزمة الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بتصاعد عدوانية الاحتكارات وممثليها السياسيين، التي تتجلى بشكل استراتيجية شاملة ضد شعبية تضم في طياتها "مذكرات" وقعت بين الحكومة اليونانية من جهة والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي من جهة أخرى.

إن تدهور وضع الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الناتج عن هجمة رأس المال، و تطوير الصراع الطبقي الذي جرى عبر مساهمة حاسمة للحزب الشيوعي اليوناني مع الحركة ذات التوجه الطبقي الذي قاد  إلى ضرر كبير في حزب الباسوك الاشتراكي الديمقراطي الذي طبق سياسة ضد شعبية قاسية على مدى سنوات عديدة. كما و قاد أيضاً إلى إنزال الضرر بحزب الجمهورية الجديدة الليبرالي و بمجمل نظام الثنائية الحزبية الذي فقد القدرة على التحكم و أسر القوى الشعبية التي امتلكها خلال السنوات السابقة.

على هذا الأساس، وبغرض إدارة أكثر فعالية للأزمة الرأسمالية لصالح رأس المال، و إعاقة الصراع الطبقي، وضرب الحزب الشيوعي اليوناني والحركة ذات التوجه الطبقي، يجري دفع عملية إعادة تشكيل للمشهد السياسي بدعم من الطبقة البرجوازية، والاتحاد الأوروبي وغيرها من الأجهزة الامبريالية .

إن أحد العناصر الرئيسية لإعادة تشكيل المشهد السياسي هو خلق ثنائية قطبية يتمحور "يمين وسطها"حول حزب الجمهورية الجديدة في حين يشكل حزب سييريزا نواة "يسار الوسط" بمشاركة جزء كبير من  كوادر حزب الباسوك الذي يتحمل مسؤولية إجرامية تجاه تنفيذ السياسة الضد شعبية في السنوات السابقة .

لقد جرى استخدام اليونان و انتخاباتها في ميدان النزاعات الإمبريالية الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و بين فرنسا و ألمانيا، الذي تجلى في القوى السياسية اليونانية، و في المقام الأول في مواقف حزب الجمهورية الجديدة و الباسوك وسيريزا،التي تغازل كلاً من فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية.

ان تعمُّق اندماج اليونان في منطقة اليورو و إطالة أزمتها العميقة بالتزامن مع وقوع ركود اقتصادي في منطقة اليورو، أضفى بدوره طابعاً ملحاً على ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي والولايات المتحدةالأمريكية، بهدف إيقاف أية نزعة تجذير للحركة في اليونان و ايقاف تأثيرها الأممي.

لقد عززت التصريحات المنتظمة لكوادر المنظمات الإمبريالية و منشورات الإعلام الأجنبي، بما في ذلك دعوة صحيفة فاينانشال تايمز للتصويت لصالح حزب الجمهورية الجديدة، من الاستقطاب والابتزاز الممارس على الشعب بهدف تحويله نحو الثنائية القطبية للإدارة البرجوازية.

                  تقدير نتيجة الانتخابات

قام الحزب الشيوعي اليوناني عبر محاولات كبيرة بانتزاع 536.072 صوتاً، أي ما يعادل نسبة 8.5 وعلى  حصل  26 مقعداً نيابياً في انتخابات 6 أيار/مايو و لكنه لم يهدأ. حيث تحدث بوضوح عن مخطط جار لإضعاف الحزب، حيث تنبأ و كافح بمقدار استطاعته الهجوم المنظم ضده و بقي منتصب القامة بعد خسارة انتخابية في الأصوات و المقاعد  بلغت 4% حيث حصل على نسبة 4.5% و على 12 مقعداً و277 ألف صوتاً.

ما هو الذي توسط بين المعركتين الإنتخابيتين؟ ما هي المعضلات التي طرحها النظام البرجوازي بهدف احتواء و أسر القوى الشعبية؟  لقد أجرت اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني تقديراً أولياً حول نتيجة الإنتخابات، تجري مناقشتها حالياً في منظمات الحزب، و في اجتماعات مع أصدقاء الحزب بغرض حشد الخبرة الجماعية و استخدامها في صياغة تقييم نهائي. من أجل فهم المناخ السياسي الذي ساد خاصة في حملة الانتخابات الثانية، من المهم بمكان أن يكون في العلم تحصيل الحزب المتفوق بعدد الأصوات على 50 مقعداً إضافياً (من مجموع مقاعد البرلمان البالغ عددها 300)، و ذلك بهدف  "تسهيل" محاولات تشكيل الحكومة. هذا وبلغ الفرق في اول معركة انتخابية (حيث حصل الحزب الشيوعي اليوناني على نسبة 8.5٪) بين الحزب الأول (الجمهورية الجديدة) و الثاني (سيريزا)نسبة 2.1%.  

 و قال تقدير اللجنة المركزية: "كانت نتيجة الإنتخابات قد تشكلت تحت ضغط تيار الأوهام ومنطق الشر الأهون المزعوم، والطريق السهل الغير مؤلم القائل بإمكانية تشكيل حكومة إدارة أزمة على أرضية سلطة الاحتكارات و الإندماج في الاتحاد الأوروبي، والتي سوف تكون قادرة على على كبح جماح تفاقم موقع الشعب.

كما و أثَّر في تشكلها مناخ الخوف والترهيب من طرد اليونان من منطقة اليورو. لقد تشكَّلت النتيجة في ظل ظروف هجوم مُمنهج غادر من قبل أجهزة النظام الأيديولوجية وصلت حتى استخدام شبكة الانترنت المنتظم، كان هدفه الرئيسي إضعاف الحزب لمنع نهوض الحركة العمالية في ظروف تفاقم موقع الشعب. إن الاستنتاج يقول بتشكيل نتيجة الانتخابات لتعبير عن نزعة هادفة لمواجهة و عزل أي تجذير طبقي تنامى خلال فترة الأزمة، في ظل تصاعد تيار البرجوازية الصغيرة الراديكالي تحت قيادة الأيديولوجية البرجوازية ودعايتها.

فمن الواضح أن النضالات التي جرت لم تتمكن من إعطاء مزيد من العمق والاستقرار للتجذير، في حين لم تمتلك النضالات الجماهيرية و على وجه الأخص للتنظيم و التوجه السياسي الذي تتطلبه الظروف. ففي نهاية المطاف، تأثرت أية نزعة إيجابية نمت حينها، من المحتوى الضيق "المعادي للمذكرة" و من الحد من المطالب في ظل تفاقم البطالة و الفقر الجماعي".

حول دور حزب سيريزا

 

إن القوى التي تدعم سراً أو  علناً حزب سيريزا و تشهِّر بالحزب الشيوعي اليوناني، هي مجبرة على تقديم  شرح و توضيح  لكوادرها و أعضائها كما و للطبقة العاملة و الشرائح الشعبية، حول القضايا التالية:

لماذا تخفي هذه القوى و تتستر على واقع القاسم المشترك بين سياسة حزب الجمهورية الجديدة و الباسوك وسيريزا و غيره من الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعي اليوناني، المتمثل في  دعم الاتحاد الأوروبي كاتحاد إمبريالي دولي ثبت تطبيقه لاستراتيجية  ضد شعبية، هو اتحاد يكمن معيار تشكله و تطوره في مصالح المجموعات الاحتكارية والشركات متعددة الجنسيات؟

لماذا تخفي هذه القوى مساندة قطاع من الطبقة البرجوازية و مجموعات اقتصادية  قوية و صحف ووسائل حكومية مرئية ومسموعة، نحو حزب سيريزا. علماً بتوجيه رئيس رابطة الصناعيين اليونانيين دعوة لتشكيل حكومة ائتلافية تضم الحزب  المذكور؟

لماذا تخفي هذه القوى حقيقة تخلي سيريزا حتى عن شعاراته الشفهية القائلة بإلغاء المذكرة و إتفاقية الإقتراض وإلغاء برنامج الخصخصة، وما إلى ذلك، التي طرحها في برنامجه الانتخابي عشية انتخابات 6 أيار/مايو، كما و تعديله لبرنامجه ليتوافق بشكل مطلق مع حاجات الإدارة البرجوازية؟

لماذا تخفي هذه القوى حقيقة تصدُّر قسم كبير من كوادر حزب الباسوك الأكثر فساداً في المقاطعات و البلديات والنقابات و جهاز الدولة، لعملية التلاعب بالقوى الشعبية و ناخبي حزب الباسوك و تضليلهم، و عبر ممارسة الضغوط المتنوعة الأشكال لصالح حزب سيريزا؟

لماذا تخفي تلك القوى تواجد حزب سيرزا في نواة مخطط جارٍ لإعادة تشكيل الإشتراكية الديموقراطية التي أُثبتت للطبقة البرجوازية قيمة خدماتها، المتمثلة في تحوير الوعي الجذري لصالح "طريق الإتحاد الأوروبي الإجباري"  و في ضرب الحركة العمالية والسيطرة عليها.

لماذا تخفي تلك القوى، أن حزب سيريزا كان منخرطاً في معاداة الشيوعية في حين يدعو الى "وحدة اليسار" ؟ حيث قام الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك في سياق فعالية مركزية انتخابية لحزب سيريزا جرت بحضور رئيسه، بإدلاء التصريح التالي: "ان الحزب الشيوعي هو حزب أولئك البشر الذين بقيوا على قيد الحياة لأنهم نسيوا أن يموتوا" الذي لقي تصفيقاً حاراً من جمهور الحضور!

لماذا تخفي هذه القوى حقيقة استخدام سيريزا لجميع أنواع الأدوات القذرة ضد الحزب الشيوعي اليوناني بهدف سلب الأصوات الشعبية في سعي لاهث لبلوغ المرتبة الأولى و تشكيل حكومته الخاصه

نحن نتحدث هنا عن وسائل قذرة بما في ذلك تزويد الصحفيين البرجوازيين بتوجيهات "سوداء" للدعاية الكاذبة القائلة بوجود وجهات نظر مختلفة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني و مكتبه السياسي تجاه موقفه من سيريزا و من المشاركة في حكومة إدارة.

 إن تجربة الظروف التي خاض فيها الحزب الشيوعي اليوناني معاركه الانتخابية هي قيمة بالنسبة لكل حزب شيوعي لذا نقوم بالإعلام عن كل أنواع الاستفزازات و الدسائس التي وقعت بما في ذلك استخدام حساب في التويتر أنشئته الأجهزة مقدمة أياه كحساب للحزب الشيوعي اليوناني دعت من خلاله الشعب للتصويت لصالح سيريزا.  

لماذا تخفي هذه القوى حقيقة لقاء رئيس سيريزا  بالكادر  الدبلوماسي لدول اﻟ G20 في أثينا  بضعة أيام قبل الإنتخابات، هو لقاء جرى على حد قوله "بهدف ترسيخ الثقة"؟ ترسيخ الثقة مع من يا ترى ؟ ترسيخها مع منتدى أعتى الرأسماليين والإمبرياليين على مستوى العالم.

لم يتوقف سيريزا هنا فقط. فقد عملت كوادره القيادية على تقديم سياسة أوباما الممارسة في الولايات المتحدة كنموذج سياسة واقعية لإدارة الأزمة، نحو الشعب اليوناني. و ذلك في حين زعمت كوادره زورا أيضاً بأن انتخاب الاشتراكي الديمقراطي أولاند، هو عامل من شأنه جلب "هواء نقي" و تغيرات في أوروبا لصالح الشعوب في حين كانت حكومة الإشتراكيين الديمقراطيين في فرنسا تدعو الشعب اليوناني للخضوع للإلتزامات تجاه الاتحاد الأوروبي، و ذلك على على الرغم من واقع النزاعات الامبريالية،  و قيامها بالإشتراك مع الحكومة الألمانية في إعداد التدابير الجديدة الضد شعبية التي ستتم مناقشتها في مؤتمر القمة في حزيران من أجل تحقيق الإتحاد الاقتصادي والسياسي.

من غير الممكن شطب الوقائع المذكورة. فالحزب الشيوعي اليوناني ليس بحاجة لنظرية المؤامرة. فالحقيقة واضحة. وهذا أمر مهم لكي يقوم أي كادح ببلورة رأي. أي كادح مهتم بوضع اليونان، ودور القوى السياسية فيها.

لقد جرى زرع الخرافات لفترة طويلة حول دور سيريزا في الحركة العمالية الشعبية. حيث أُظهِر بشكل تضليلي كقوة معارضة قوية، في حين ليس له أي حد أدنى من المساهمة في تطوير النضال في المصانع والمؤسسات، وتنظيم النضالات الاضرابية و غيرها من التحركات الجماهيرية.

في الممارسة العملية، شكَّل هذا الحزب ذيل الاتحاد العام لنقابات العمال اليونانيين و مثيله لعمال القطاع العام،اللذان يعملان كأداة لرأس المال وكحامل لرؤية "التعاون الطبقي" و حاضنة لنقابيي الحكومة و أرباب العمل.
لقد كان موقف حزب سيريزا تجاه حركة "الساحات" ذات الجماهيرية المنخفضة و منطق اغتنام الفرص الذي شكل تربة خصبة لآراء رجعية، موقفاً انتهازياً  مندرجاً في مخطط تسلقه نحو منصة المطالبين بالإدارة البرجوازية و له مسؤوليات كبيرة تجاه  تعايشه في "الساحات" مع مسخ "الفجر الذهبي" الفاشي الذي ظهر هناك (إلى جانب قوى قومية أخرى) بمظهر قوة معادية للمذكرة أبرزت بدورها شعارات رجعية مبتذلة من أجل التلاعب بسخط العمال.

نضال الحزب الشيوعي اليوناني

لم يقتصر الدور المتقدم في الهجوم على الحزب الشيوعي اليوناني بعد الانتخابات على الجماعات التروتسكية المختلفة المعروفة، بل تضمن أيضاً قوى حزب اليسار الأوروبي كحزب البلوكو البرتغالي و"اعادة التأسيس الشيوعي" الايطالي. حيث لم يتم يتمكن رؤساء هذين الحزبين من ضبط نفسهم عن التعبير ولمرة أخرى عن الكراهية التي تكنها الانتهازية الاوروبية نحو الحزب الشيوعي اليوناني.

و على وجه السواء، كانت هناك بعض القوى الاستفزازية التي حمَّلت الحزب الشيوعي اليوناني مسؤولية صعود حزب الجمهورية الجديدة للحكومة. لكن هذه القوى تخفي واقع أن الحزب الذي عارض بشكل جوهري حزب الجمهورية الجديدة والباسوك، كان حزبنا الشيوعي اليوناني و ذلك لعدم تواجد أي التزام له تجاه الإتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي ورأس المال الكبير و سلطته،على النقيض من سيريزا. حيث لا يقوم حزبنا بزرع الأوهام البرلمانية، مع قوله للشعب كل الحقيقة حول قوى الإدارة البرجوازية.

إن  حزبنا يكافح على مدى  سنوات المعضلات الابتزازية "اليمين - ضد اليمين " و "يمين الوسط - يسار الوسط"، ويحارب منطق الطريق المسدود القائل بأهون الشرور الذي قاد الأحزاب الشيوعية في أوروبا لتشكل ذيلاً للإشتراكية الديمقراطية.

سوف  تجد محاولة تشويه سمعة الحزب الشيوعي اليوناني آذان صماء، كما و سينفضح ملهموا هذه المحاولة بشكل لا يمكن إصلاحه لأن لوكهم لتهمة الانعزالية التي تستخدمها القوى المحاربة لحزبنا هي تهمة تسقطها حقيقة واقع الدور الطليعي لحزبنا و شبيبته، و جبهة النضال العمالي "بامِه" مع النقابات ذات التوجه الطبقي و التجمعات النضالية في صفوف الشرائح الشعبية و الشباب و في عشرات الإضرابات العامة و القطاعية و المؤسساتية و في المئات من التحركات المتعددة الأشكال التي ضمت الآلاف من العمال والعاملات التي أعربت عن أهداف نضال معبرة عن حقوق العمال و هي في صدام مع سلطة رأس المال، و مع همجية الرأسمالية.

فنتيجة الانتخابات السلبية بالنسبة للشعب، ليست بقادرة على إلغاء الانجازات الهامة المذكورة.
فنحن هنا بصدد تجربة قيمة و مرجعية ستستخدم لتصعيد الصراع الطبقي حتى نهايته.

لقد عارض الحزب الشيوعي اليوناني، طروحات إلصاق القمم الانتهازية، و أصر على بناء تحالف اجتماعي سياسي بين الطبقة العاملة والشرائح الشعبية في المدينة والريف، وذلك بمشاركة النساء والشباب.

كما ويرفض الحزب التعاون لتشكيل "حكومة يسارية" لإدارة رأسمالية  ويصر على إقامة تحالف اجتماعي سياسي سيقوم بالكفاح  من أجل كل مشكلة شعبية، في صدام مع الاحتكارات والإمبريالية، هو تحالف سيوجه النضال نحو إسقاط همجية الرأسمالية و انتزاع السلطة العمالية الشعبية.

خطرة هي الاستراتيجية التي تعد الكادحين والعاطلين عن العمل بأيام أفضل، عبر تشكيل حكومة ما يسمى بيسارية أو  تقدمية في ظل ظروف الحفاظ على سلطة رأس المال والملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج. فهي  وقد استراتيجية تم اختبارها و ثبت إفلاسها، فهي قادت أحزاباً شيوعية نحو الإندماج و أوصلت بها حتى التفكك.
تخفي مطللباً أساسياً. و هو استحالة حل  مشكلة البطالة المتفاقمة، ما دام كل من السلطة و الثروة المنتجة من قبل الطبقة العاملة، موجوداً في أيدي المستغلين، و ما دامت سيطرة فوضى الرأسمالية واقعة و واقع تواجد الربح كدافع.

انه  لمن غير الممكن تلبية الحاجات الشعبية المعاصرة ما دامت الرأسمالية هي في مرحلتها النهائية، الامبريالية التي تصل رجعيتها إلى أبعد الحدود أثناء صعوبات إعادة إنتاج رأس المال و تنافس الاحتكارات حول السيطرة، التي تعزز معاً هجمتها الجارية للحد من قيمة قوة العمل، و تزيد من درجة الاستغلال. حيث يتطلب انتزاع حتى صغرى  المكاسب، مواجهات قاسية جدا مع قوى رأس المال كما يتضح من النضال البطولي لإضراب عمال الصلب في منطقة أسبروبيرغوس المستمر لشهره السابع، و المدعوم بثبات من قبل الحزب الشيوعي اليوناني و "بامِه" كما و من قبل الآف كادحي اليونان والعالم المعبرين عن تضامنهم الطبقي.

كما و يرتبط الكفاح اليومي من أجل الحق في العمل، وحماية العاطلين عن العمل، و من أجل الأجور والمعاشات التقاعدية والرعاية الصحية المجانية والتعليم.  بالإضافة للكفاح اليومي ضد الحروب الامبريالية، و فك ارتباط البلاد من الإتحادات الإمبريالية في سبيل السيادة الشعبية و الحقوق الديمقراطية، ارتباطا مباشرا لا ينفصم عن النضال من أجل إسقاط الرأسمالية.

يشدد الموقف المبدئي للحزب الشيوعي على عدم استخدام الحزب الثوري للسانين، فهو لا يقوم بإلغاء استراتيجيته ونضاله من أجل السلطة العمالية الشعبية و الاشتراكية، بغرض اصطياد الأصوات عشية الانتخابات البرلمانية و دعم تشكيلات إدارة تلبي رغبات النظام.

لقد قال الحزب الشيوعي الحقيقة للشعب. و دعاه لدعمه ليكون قوياً و ليسهم بشكل حاسم في إعاقة  التدابير الضد شعبية، في إعادة تشكيل وتعزيز الحركة العمالية الشعبية، وتطوير النضال المطلبي لتمهيد الطريق نحو تغييرات جذرية.

لقد سار الحزب الشيوعي اليوناني ضد التيار، على غرار مساره مراراً أخرى تجاه قضايا سياسية هامة بما في ذلك فضح طبيعة الثورة المضادة والإنقلابات على الاشتراكية، و فضح طبيعة الاتحاد الأوروبي الإمبريالية مع النضال ضده، ومعارضة الحزب لمعاهدة ماستريخت، و إدانة التدخلات الإمبريالية و ذرائعها المبررة و غيرها.  

في هذا الاتجاه خاض الحزب المعارك الانتخابية ضد تيار  الخوف والقدرية، والتهديدات المتعددة الأشكال المتعلقة بغياب الحكم و الطرد من منطقة اليورو، و ضد الأوهام التي غذاها بشكل منهجي حزب سيريزا.

حيث أبرز الحزب نحو الشعب طابع الأزمة الرأسمالية وشروط حصول مخرج منها في صالح العمال، هي شروط  مرتبطة بفك ارتباط البلاد من الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وإلغاء الديون من جانب واحد، و فرض التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج المتمركزة، وذلك بطرح حكم السلطة العمالية الشعبية كبديل عن الإدارة البرجوازية. وخاض الحزب المعركة مع أخذه  في الاعتبار لخطر ارتفاع التكاليف الانتخابية.

ولكن أي أدنى تراجع للحزب أمام ضغط المشاركة في حكومة إدارة للأزمة لكان سيؤدي إلى نزع سلاح، وتراجع و هزيمة الحركة العمالية و إحباط محاولة بناء تحالف اجتماعي سياسي قوي من شأنه الصدام مع الخط السياسي للاحتكارات و منظمات الإمبريالية كالاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي. و لكان سيبطل أي محاولة لتحشيد القوى في النضال من أجل المشاكل اليومية المتفاقمة باضطراد، في منظور سلطة عمالية شعبية.

كما و لكان الحزب الشيوعي اليوناني يمارس بذلك إلغاء ثباته ووفائه قولاً و فعلاً، حيث يُطلب من الحزب تقديم تنازلات ضارة مخطئة حاسمة سواءاً على مستوى كل من برنامجه و مستوى المهام المباشرة للنضال.

فمن المهم بقاء الحزب منتصب القامة في ظروف تبقى خلالها أحزاب شيوعية خارج البرلمان أو تنحل في أطر اشتراكية ديموقراطية أو يسارية انتهازية، مع حصوله على قوة انتخابية اصغر مقارنة مع تأثيره السياسي الأوسع. مع بقاء استراتيجية الحزب حول مساري التنمية و ضرورة التحالف الاجتماعي السياسي والنضال من أجل السلطة العمالية الشعبية، وتوسيع وتعميق روابطه مع الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الفقيرة، باعتبارها عنصر حملة جديدة للحزب في صفوف جماهير الشعب ليبقى الشعب منتصب القامة غير خاضع في وجه المغامرات الجديدة التي تنتظره.

لقد تأكدت صوابية استراتيجية الحزب الشيوعي اليوناني من خلال التطورات اليومية.  فهي استراتيجية مبنية على المبادئ الشيوعية، تقوم بحساباتها وفقاً لقوانين الصراع الطبقي وتحدد هدفها، و طريقها و الظروف المشترطة لحل التناقض الأساسي بين رأس المال والعمل لحل المسألة المركزية للسلطة وإلغاء علاقات الإنتاج الاستغلالية، و ذلك في ظل ظروف تتعرض الرأسمالية لضربات ناتجة عن تناقضاتها التي لا يمكنها تجاوزها، و تصبح أشد رجعية وخطورة، حيث يستحيل على أي إدارة للنظام تقديم أي حل صديق للشعب.

يقوم الحزب الشيوعي اليوناني عبر استراتيجيته المذكورة و خط نضالها بالمساهمة  دون كلل و على مدى سنوات عديدة في محاولة إعادة بناء الحركة الشيوعية على أساس ثوري، حيث يقوم بدعم نضال الشيوعيين والنضال ضد الامبريالية في كافة أنحاء العالم،  مع تعزيز التضامن الأممي و تحمله مسؤولية تطوير الصراع الطبقي على المستوى الوطني.

إن حزبنا هو صارم للغاية تجاه نقده الذاتي لمساره. وهو يشدد على أن امتلاك استراتيجية صائبة وروح قتالية ليس بأمر كاف لوحده، فهو يقوم بدراسة و تمحيص لنقاط ضعفه لكي يحسن من فاعلية العمل القيادي الإرشادي، و لرفع مستوى التثقيف السياسي الأيديولوجي، و من أجل تقدم أسرع للبناء الحزبي في مواقع العمل والأحياء الشعبية. و تعزيز الحركة ذات التوجه الطبقي، و تحسين جماهيرية النقابات و المنظمات الجماهيرية عبر إدخال قوى جديدة في صفوف النضال.

يتابع الحزب النضال عبر حس مسؤولية و عزم أكبر، في سبيل حل كل مشكلة شعبية، مركزاً اهتمامه على النضال ضد السياسة الضريبية المجحفة للشعب، و على عقود العمل الجماعية، و الأجور و المعاشات التقاعدية و حماية العاطلين عن العمل و الصحة و الرعاية و التربية، مع إعداد قواه ضد خطر حرب إمبريالية محتملة ضد سوريا و إيران.

يفتح الحزب الشيوعي اليوناني جبهة ضد السياسة الضد شعبية لحكومة حزب الجمهورية الجديدة و الباسوك و اليسار الديموقراطي المتحدر من سيريزا و المنخرط في مخطط "اليسار" لتضليل الشعب. كما و يحافظ الحزب على جبهة أكثر تنظيما ضد أوهام سيريزا اليسارية، مع تعزيز المعركة ضد منظمة "الفجر الذهبي" الفاشية.

لقد قمنا في وقت سابق بإعلام العديد من الأحزاب الشيوعية بأن الهجوم ضد الحزب الشيوعي اليوناني سيشتد. يعلم العديد من الرفاق أن الطبقة البرجوازية وأجهزة الدولة و شبه الدولة قد جربت أجهزة قمعية و استفزازات ضد الحزب الشيوعي اليوناني و"بامِه"، حيث يتطلب الوضع منا حالياً جهوزية عالية للتصدي للهجوم المعادي لحزبنا.

نحن نواصل كفاحنا لنصبح أكثر كفاءة و فاعلية في تنظيم وتطوير الصراع الطبقي.


إن الحد من قوة الحزب الشيوعي اليوناني الانتخابية لا يلغي المزايا ذات الأهمية الحاسمة التي اكتسبها حزبنا عبر بذل جهد كبير. و لا يلغي قوته المتواجدة داخل النقابات والمنظمات الجماهيرية وفي صفوف الحركة العمالية الشعبية، والشباب، إن سمعته في صفوف الطبقة العاملة و الشعب تتجلى في النضال اليومي وبغض النظر عن التعبير الذي تجسد في الانتخابات. "فالصديق يميز الصديق خلال الظروف الصعبة".

وبالتالي، فالقوى التي تحاول تعسفياً تفسير نتيجة الانتخابات بهدف تقويض استراتيجية وتكتيك الحزب الشيوعي اليوناني  كما ودوره في الحركة الشيوعية العالمية هي قوى سيحكم عليها من قبل الشيوعيين الثوريين و من قبل الطبقة العاملة.

إن قوى الإدارة هي في وفرة و فائض. إن ما تحتاجه الشعوب هو أحزاب شيوعية، أحزاب شيوعية فعلية لن تقوم بإدارة  همجية الرأسمالية باسم "اليسار الحاكم"، و باسم واقعية قبول ميزان القوى السلبي. لأنها بهذا الأسلوب  تترك المجال مفتوحا لقوى رأس المال، و تضيع وقتاً ثمين الكلفة بالنسبة للطبقة العاملة، والشرائح الشعبية.


e-mail:cpg@int.kke.gr
أخبار


 
 

الصفحة الرئيسية | الأخبار | تاريخ الحزب | اللقاءات العالمية | صور\موسيقا\فيديو | مواقع صديقة | للاتصال بالحزب


الحزب الشيوعي اليوناني -- اللجنة المركزية
145 leof.Irakliou, Gr- 14231 Athens tel:(+30) 210 2592111 - fax: (+30) 210 2592298
http://arold.kke.gr - e-mail: cpg@int.kke.gr