Skip to content

Personal tools

بيان المكتب السياسي للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني حول قمة حلف الناتو المزمع انعقادها في شيكاغو



أثينا 16/5/2012

يساعد الموقفُ المُواجه لمنظمةِ الناتو الامبرياليةِ  كُلَّ عاملٍ واعٍ على التفريقِ بينَ "القمح و الزيوان".

1. يستهدف انعقاد قمة منظمة حلف الناتو المُقبلة ما بين  20 - 21 أيار/مايو في شيكاغو، زيادة تعزيز حلف الذئاب الإمبريالية المذكور، كعدو لدود لحق أي شعب في اختيارِ مسارِ تنميته الخاص.

و يعود سبب التعديلات التي يقوم بها الحلف المذكور، في السنوات الأخيرة على صعيدي نهجه و بنيته إلى ظهور تناقضات جديدة و احتدامها ضمن النظام الإمبريالي على المستوى العالمي، و هي تناقضات تعكس واقع إعادة ترتيبٍ و توازنات بين القوى الامبريالية داخله، ولكن بشكل أساسي عبر تعزيز دول غير أطلسية  ونزوع نحو تشكيل تحالفات دولية جديدة متمركزة في آسيا. و بهذا الشكل أطال حلف الأطلسي أذرعه الأخطبوطية فوصلت أفغانستان والصومال، وأستراليا ونيوزيلندا، معلناً بذلك عن كامل الكوكب كفضاء "حيوي" له. و ذلك في ظل ظروف أزمة اقتصادية رأسمالية، لا يقتصر احتضانها للاتحاد الأوروبي كمركز إمبريالي فحسب، بل يضم أيضاً الولايات المتحدة و اليابان، حيث يُحول احتمال توسعها وتزامنها عالمياً، دور الناتو نحو عدوانية و خطورة، أكثر ، حيث يتورط  في تدخلات إمبريالية جديدة، من غير الممكن حساب عواقبها على الشعوب.

2. يسعى حلف شمال الأطلسي في قمة شيكاغو إلى تعزيز "مفهومه الاستراتيجي الجديد"، الذي اعتُمدَ في لشبونة (تشرين الثاني/نوفمبر 2010) الذي ينصُّ بدوره على ما يلي:

- تعزيز العمليات العسكرية الامبريالية خارج نطاق الحلف، باعتبارها نشاطات مُقوننة من قبل منظمة الأمم المتحدة (التي وقع معها اتفاقا للتعاون)، كما تبين من الحرب الأخيرة في ليبيا.

- التنسيق مع القوات المماثلة التي يشكلها الاتحاد الأوروبي و مع ما يُعرف ﺒ"الشراكة من أجل السلام"التي يحاول الحلف دمج جميع بلدانها الساعية للانضمام اليه. مع القيام بتعديل بنيته تحت عنوان"الدفاع الذكي"، و تشكيل بُنىً تحتية مشتركة رافعاً من تكاليف مشاريع البنية الأطلسية التحتية، وتوحيد بنيته العسكرية والإدارية و تحديث أسلحته النووية والتقليدية.

- توسيع إطار نشاطه ضد "التهديدات غير المتماثلة" المزعومة "الجديدة"، التي تُستخدم الآن كذريعة لتوسيع أنشطته، كالهجمات الإلكترونية، والقرصنة، "الإرهاب" وانتشار الأسلحة البالستية والنووية، "أمن الطاقة"، وتغير المناخ، والهجرة، ونقص المياه، و غيرها.

- يعمل الحلف على تشكيل آلياتِ دولٍ قمعيةٍ و هجوميةٍ ﻜ(الشرطة والجيش) في مختلف الدول، مُلحقاً أياها بمخططات حلف شمال الأطلسي، الامبريالية .

- توسيع ما يسمى ﺑ"الحروب الوقائية"، معززاً لقدرته على توجيه "الضربة النووية الأولى" من خلال إقامة ما يسمى ﺑ "الدرع الصاروخية" في أوروبا.

- قوننة تدخله في كل بلد على حساب شعبه، في حال تشكيك بالسلطة البرجوازية أو حصول تغيير داخلي إنقلابي في كل بلدانه الأعضاء، و بالإضافة لذلك تجري في بلادنا، كما في بلدان أخرى تدريبات لقوى عسكرية على قمع التحركات الشعبية.

3. إن التطورات المذكورة هي خطرة، على السواء على شعوب دول الناتو الأعضاء و غيرها من الشعوب. يكشف الحزب الشيوعي اليوناني للشعوب أن حلف الناتو "الجديد" لن "يعزز الأمن" فحسب في أصقاع الأرض، كما تزعم الدعاية البرجوازية، بل هو يتابع أداء دور خطر وقذر، دور جزار الشعوب و"ماكينة" حربية ضد الشعوب والحركات الشعبية. إنهم يسفكون دماء الكادحين لتمكين كبرى الإتحادات الإحتكارية من استغلال الثروات الباطنية وغيرها من المواد الأولية و السيطرة على تجارتها ونقلها و حصص أسواقها.

لا مصلحة للشعب اليوناني كما و لغيره من الشعوب، في مشاركة بلاده في حلف الناتو! إن مزاعم الأحزاب  القائلة بهذا الشكل أو غيره، أن مشاركة بلادنا في منظمة حلف شمال الأطلسي هي قادرة على ضمان سيادة بلدنا، هي عبارة عن"ذر للرماد" في عيون الشعب.

تُظهر الحياة و ما يحدث طيلة هذه السنوات عكس ما ذُكر. أي أن تقييد اليونان ضمن حلف شمال الأطلسي، الذي مورس من قبل حكومات حزب الباسوك والجمهورية الجديدة، المدعوم من قبل غيرها من الأحزاب(حزب "اليونانيون المستقلون" و "الفجر الذهبي"، و حزب اليسار الديموقراطي)، له انعكاسات لا تُحصى على حقوق البلاد السيادية في منطقة بحر إيجه.

إن موقف حزب سيريزا المُنافق المُتجنب لطرح مطلب فك ارتباط اليونان و خروجها من منظمة حلف شمال الأطلسي، و طرحه لمطلب ضبابي ﻟ"تفكيك حلف شمال الاطلسي"، الذي لن يتحقق أبدا، ولا حتى في "المجيء الثاني"! و ذلك لتمثُل نواة حلف شمال الاطلسي في الولايات المتحدة، باعتبارها أعتى قواه سياسياً  عسكرياً واقتصادياً، منذ تشكيله. إن إضعاف الناتو يشترط إضعافه كحلفٍ، عبر فك ارتباط  بلداننا من منظمته، باعتباره نتاجاً لنضال الشعوب و لإسقاط السياسة الامبريالية الضد شعبية، في بلدانها.

ليس هناك مكان لأية حكومة أو لسياسة صديقة للشعب في أُطُر منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فهما وجهان لعملة واحدة. إن الاقتراح السياسي المؤخر المطروح من قبل حزب سيريزا ﻟ"حكومة اليسار"، في وقتٍ تتكاثف سُحب الحرب ضد إيران وسوريا، و يتعزز تورط اليونان في حلف شمال الاطلسي و مخططاته في المنطقة، هو اقتراح يترافق مع تباهي الحزب المذكور بصمتِه المتعلق نحو مطلب فك ارتباط البلاد من حلف الناتو.

إن مطلب انسحاب اليونان من المخططات الإمبريالية وعودة وحدات القوات المسلحة اليونانية المتواجدة في البعثات الامبريالية، كما و فك ارتباط بلدنا من منظمة حلف شمال الأطلسي، و كفاح الشعوب المجاورة لفك ارتباطها وإضعاف الناتو، و إغلاق كافة القواعد العسكرية لحلف الناتو (كقاعدة سوذا)، هو مطلب ضروري و راهني، متواجد على خط قطيعة و هجوم مضاد، وربطٍ أكثر حزماً للنضال ضد الامبريالية و الاحتكارات في كل بلد، مع النضال في سبيل السلطة الشعبية.

يدعو الحزب الشيوعي اليوناني الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الشعبية  العاملة في بلدنا لتكثيف مشاركتها في النضال ضد الناتو، داعياً أيضاً، كل مناضلٍ أو راديكالي مهتم  قلقٍ أو يساري  لمنح أمل لحياته، ولمستقبل أبنائه و أحفاده عبر تصويته  في الانتخابات المُقبلة لصالح الحزب الشيوعي اليوناني، الذي ثبت على أنه"قلعة" في بلدنا للنضال ضد حلف الناتو الامبريالي.

إن موقف كل حزبٍ تِجاه حلف شمال الأطلسي، يثبت مِصداقيته للشعب. ينبغي  وضع النضال الثابت في سبيل فك ارتباط البلاد، كما و فضح دور الناتو و مخاطر تورط البلاد المباشر في مغامرات امبريالية و حرب امبريالية في نهاية المطاف، بشكل واسع أمام الشعب، على جدول أولويات الأعمال. 


e-mail:cpg@int.kke.gr
أخبار


 
 

الصفحة الرئيسية | الأخبار | تاريخ الحزب | اللقاءات العالمية | صور\موسيقا\فيديو | مواقع صديقة | للاتصال بالحزب


الحزب الشيوعي اليوناني -- اللجنة المركزية
145 leof.Irakliou, Gr- 14231 Athens tel:(+30) 210 2592111 - fax: (+30) 210 2592298
http://arold.kke.gr - e-mail: cpg@int.kke.gr