بيان المكتب السياسي للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني
أثينا 21/9/2011
من أجل
تعزيز النضال
الطبقي
والنشاط
المعادي
للامبريالية
في مواجه
التطورات
الخطيرة الجارية
في شرق البحر
الأبيض
المتوسط وفي
المنطقة
الأشمل.
1- تعمل
التطورات في
جنوب شرق
البحر الأبيض
المتوسط على تشكيل
وضع خطر قابل
للإنفجار، و
ذو عواقب
وخيمة على
حياة
الكادحين. فبعد
التدخل
الإمبريالي
في ليبيا، الذي
تلاه تقاسم في
حصص الغنيمة،
تتصاعد التهديدات
من جانب تركيا
ضد قبرص، و
تتفاقم
العلاقات
التركية
الإسرائيلية،
مع تصاعد
العدوانية الإسرائيلية
ضد الشعب
الفلسطيني و
ضد كل من
لبنان ومصر و
ذلك في الحين
الذي يجري
خلاله تطبيق
مخطط تدخل إمبريالي
في سوريا
يستهدف بدوره
لاحقاً،
مهاجمة إيران
متذرعاً ببرنامجها
النووي.
وترتبط هذه
التطورات
بعملية إعادة ترتيب
أوسع نطاقا تجري
في المنطقة
المرتبطة
بالمخطط الإمبريالي
"الشرق الأوسط
الجديد"، و بالتغيرات
الجارية في كُلٍ
من شمال أفريقيا
والشرق
الأوسط في
أعقاب إسقاط الحكومات
الضد شعبية
الذي جرى في
مصر وتونس، كما
و ترتبط
بالمحاولة
الجارية
لاعادة تنظيم
النظام
السياسي البرجوازي
ليتلائم مع الاحتياجات
الحالية
للربحية
الرأسمالية. حيث
يجري تشويه
الواقع
المذكور عبر
موضوعة "الربيع
العربي" التي تجري
إعادة
إنتاجها من
قبل قوى
برجوازية وانتهازية.
2- يتطور الوضع
المذكور في ظل
ظروف أزمة
رأسمالية متزامنة،
أزمة فرط
تراكم رؤوس
أموال تسعى بحثاً
عن سبل تحقيق ربحية
عالية لها. كما
و يتصف الوضع
المذكور باحتدام
التناقضات
الامبريالية،
التي تتعزز بدورها
في ظروف
الأزمة
الرأسمالية للسيطرة
على منابع
الثروات وطرق
الطاقة، و
التي من الممكن
أن تقود إلى
مواجهات عسكرية
حربية شاملة
باعتبارها
استمراراً
للحروب
الامبريالية
التي شنها في
المرحلة
السابقة كل من
الولايات
المتحدة و
الناتو و
الاتحاد
الأوروبي ضد
يوغوسلافيا
وأفغانستان
والعراق
وليبيا. و ذلك
في هذه المنطقة
الحيوية حيث تتزايد
مخاطر نشوب صدامات
حربية
متناسبة و
متزامنة مع
إعادة تشكيل
تراتبية الهرم
الامبريالي،
الجارية. حيث
انخرط كل من الولايات
المتحدة
والاتحاد الأوروبي
والصين
وروسيا
وغيرهم، في حلقة
نزاعات
متفاقمة و تحالفات
في سبيل تقاسم
غنائم ثروات
المنطقة
واحتياطاتها
الطاقية.
هذا و من
المحتمل أن
"يحتضن"
الصدام و
بدرجات مختلفة،
المنطقة
بأسرها أي (شرق
البحر الأبيض
المتوسط والشرق
الأوسط وشمال
أفريقيا ،
والخليج
العربي والبلقان
وبحر قزوين).
3- يؤكد الحزب
الشيوعي
اليوناني، أن
هذه التطورات
تظهر بدورها
ضرورة
استغلال منابع
الثروات
الإنتاجية
لصالح
الكادحين ومن
خلال التعاون
المتبادل بين
الشعوب. حيث
يشكل انتقال السلطة
إلى الشعب شرطاً
أساسياً لتحقيق
هذ المنظور، و
لتمهيد
الطريق الى تحقيق
التملك
الاجتماعي
لكل من الثروة
الطبيعية، و
وسائل
الإنتاج
المتمركزة، التي
ينبغي تحويلها
لملكية
شعبية، حيث
ستجري تنمية الاقتصاد
عبر فرض
التخطيط
المركزي
والرقابة
الشعبية.
وإلا فإن
هذه الثروة
الطبيعية
ستزال شكل"تفاحة
الخلاف" بين
كل من
الاحتكارات
والدول الرأسمالية
المتصارعة
فيما بينها
حول التحكم و
استغلال
منابع
الثروات
الإنتاجية، دون
أن تتردد عن
سفك دماء
الشعوب وتدمير
البيئة في
سبيل ضمان
أرباحها، في
حين سيدفع
الشعب خلاله، باهظاً
ارتفاع أسعار
النفط والغاز
الطبيعي و
الطاقة بشكل
عام.
4- هذا و
تثبت
التجربة، انخراط
و تورط حكومات
إدارة النظام
المنتظمة في
صفوف
المنظمات الإمبريالية
كحلف
شمال الأطلسي
والاتحاد
الأوروبي، في
جملة النزاعات
الامبريالية. كما
و تثبت التجربة
عدم تشكيل
الناتو
والاتحاد
الاوروبي ﻟ"درعٍ"
ضد مخاطر
التوتر
والحرب، كما
يدعي الأوروأطلسيون،
بل توضح التجربة
بدورها على
أنهم "حماة"
لربحية رأس
المال و "
حوامل" لكل من
الحرب
الامبريالية،
والتدخل، واستغلال
العمال. و هي
حقيقة تشهد عليها
تجربة أعوام طويلة
للشعب
اليوناني من تاريخ
الانضمام إلى
حلف شمال
الأطلسي
والاتحاد
الأوروبي، و
هو انضمام لم
يقتصر على عجزه
لضمان سيادة
البلاد فقط،
بل شكل "أداةً"
ساعدت الطبقة
الحاكمة في
تركيا على
التشكيك
بسيادة
اليونان عبر إقرار"المناطق
الرمادية" في
بحر إيجه، و
عبر نظام "ادارة
ايجة
المشترك" مع
حلف شمال
الأطلسي، و غيرها.
من ناحية
أخرى تشهد
المنطقة
مداخلات قوية
من قبل كُلٍ
من الصين
وروسيا بشكل
خاص، و في
أماكن أخرى في
تنافس مع الولايات
المتحدة (على
سبيل المثال،
سوريا) و في
أماكن أخرى في
مواكبة لها
(على سبيل
المثال في
استغلال الاحتياطي
الباطني لقبرص).
ومن الجدير
بالذكر أيضا،
الإشارة إلى
النشاط
البريطاني
المميز في شمال
العراق
بالمقارنة مع نشاط
الولايات
المتحدة،(كاستغلال
حقول شمال
العراق
النفطية في
تعاون مع
المجموعات
التركية) ومشاركة
بريطانيا
أيضاً في الاتفاقية
الطاقية في
قبرص.
5- كما و
تسعى تركيا،
باستخدام قوتها
الاقتصادية
والعسكرية للمطالبة
بدور
استراتيجي في
المنطقة، أي دور
قوة إقليمية
قوية عززت مصالحها
الاحتكارية
في كُلٍ من البلقان
والقوقاز
والبحر
الأسود
والبحر الأبيض
المتوسط والشرق
الأوسط، بغرض انتزاع
حصة أكبر من
الموارد
الطبيعية
والأسواق في
المنطقة
الأشمل، و عبر
استغلال
المشاعر
الدينية. عبر
ظهورها ﻜ"
حامية
للفلسطينيين"،
في حين يسيطرالاحتلال
التركي على 37 ٪ من
أراضي قبرص و
يقوم بإطلاق التحديات
والتهديدات
ضد الجمهورية القبرصية
و سيادتها.
كما و
تقوم تركيا بتطوير
علاقات تعاون
و تنافس متضاربة
مع كل من مصر (تحديد
المنطقة
الإقتصادية
الحصرية،
التعاون في
مجال الطاقة)،
وايران (القضية
الكردية،
وإشراك تركيا
في الدرع
الصاروخية
الامريكية -
الأطلسية). و
تستعمل
القضية
الفلسطينية
بغرض الطعن في
المنطقة
الاقتصادية
الحصرية لكل
من اسرائيل و
قبرص. كما و
يتحرك لبنان
تجاه التشكيك في
حدود المنطقة
الاقتصادية
الحصرية مع
اسرائيل. حيث
تقوم تركيا
بمحاولة تفاوض
أمور كثيرة
معقدة، لضمان
الرئيسية
منها، معطية
الأولوية في
الظرف الحالي إلى
كِلا القضية
الكردية
والمنطقة
الاقتصادية
الحصرية في
البحر الأبيض
المتوسط.
6- من
جانبها، تقوم
طبقة اليونان البرجوازية
بإبرام
اتفاقات
سياسية وعسكرية
مع اسرائيل. و
هي اتفاقات
تشكل أساساً
لمناورات
عسكرية
مشتركة
لتحضير عمل
عسكري عدوانية
ضد ايران و
شعوب المنطقة،
و ضد الشعب
الفلسطيني.
و كان
الحزب
الشيوعي
اليوناني قد
أدان وعلى
السواء.
العدوانية
التركية و
الإتفاقات اليونانية
التركية التي
تخدم مصالح
الطبقتين البرجوازيتين،
كما
والاتفاقات
السياسية
والعسكرية
الموقعة بين
الحكومة
اليونانية مع
اسرائيل محذراً
الشعب بقوله :
إن الإنخراط
في هذا
التحالف أو
ذاك على أساس
أرضية
المصالح
الاحتكارية،
هو أمر ينطوي
على مخاطر
كبيرة، و لا
تنحصر عواقبه
المحتملة في
التفاقم الشديد
للصدامات الإمبريالية،
بل من الممكن
أن تصل إلى
"أحداث
ساخنة"
ومواجهات
أشمل من شأنها
أن تجلب دماراً
كبيراً، يسهل بدوره
عملية التدخل
"التحكيمي"
لكل من الولايات
المتحدة و
الناتو
والاتحاد
الأوروبي، أو
تحت أي مظلة
تدخل محتمل
آخر. و هو تدخل متعلق سواءاً
بدفع "رزمة " توافقية
حول إيجه، وهي
التي ستنص على
التخلي عن
حقوق سيادية وعلى
استغلال
مشترك لمنابع
الثروة، كما و
يتعلق بدفع
مخطط (على
غرار مخطط
عنان) الذي لن يضمن
حقوق قبرص
والقبارصة
اليونانيين والأتراك.
7- في ظل
هذه الظروف،
ندين تهديدات
الحكومة
التركية
الموجهة ضد
قبرص. ونحن في
جاهزية
للتعامل مع أي
عمل عدواني و
ندعم نضال
الشعب
القبرصي في
سبيل قبرص
موحدة
ومستقلة
وفدرالية، ذات
مجتمعين،
و سيادة وشخصية
دولية واحدة،
خالية من
القواعد
والقوات
الأجنبية، كوطن مشترك
للقبارصة الأتراك
واليونانيين،
من دون ضامنين
وحُماة أجانب.
فيحق
لقبرص
وفلسطين
ولبنان
واليونان وجميع
البلدان
الأخرى في
المنطقة،
استخدام واستغلال
مناطقها
الاقتصادية
الحصرية،
وفقا
للاتفاقية
الدولية
لقانون
البحار، حيث
يشكل استغلال
الثروة في
مصلحة الشعوب الخاصة
مسألة تخصها.
في الوقت
نفسه، نشدد
على أن نهج التقارب
البادي مع
اسرائيل فضلا
عن العمليات
الجارية في
محور إسرائيل -
اليونان –
قبرص، يحتوي
على مخاطر
متعلقة بتورط
أكبر لكل من
اليونان وقبرص
في شبكة معقدة
من النزاعات
الامبريالية.
كما و لا
تشكل اسرائيل
و بالطبع الولايات
المتحدة، أية
"دعامة"
لحقوق قبرص
السيادية. حيث
تعمل القوى
المذكورة على الاستفادة
من الاستثمارات
في مجال
الطاقة كعتلة
ضغط لفرض "مخطط
عنان" جديد،
كما يتضح من
موقفهم المتعلق
ﺑ "تقاسم منصف
للطاقة في
الجزيرة في ظل
تسوية شاملة
للقضية
القبرصية".
8- إضافةً
إلى ذلك، نحذر
شعوب المنطقة
بأن طبقة
تركيا
البرجوازية
المتنكرة
الآن في جلد "خروف"
ﻜ "مناصر"
للفلسطينيين،
تلعب دورا في
غاية
العدوانية في
المنطقة، حيث،
و بصرف النظر
عن احتلالها الغير
الشرعي لجزء
كبير من قبرص،
تشارك بنشاط
في الدرع
الصاروخي
الامريكي –
الاطلسي، و في
التدخل
الامبريالي
في سوريا، و
في الحرب ضد
ليبيا،
إضافةً
لقيامها
بمنهجة أعمال
ضد ايران، و غيرها.
إن السعي
بحثاً عن
الحماية تحت
"مظلة"
الطبقة البرجوازية
التركية، هو
سعي لا يقتصر
على عدم ضمان الحقوق
الشعبية فحسب،
بل هو سعي يعزز
بدوره قوة معادية
للمصالح
الشعبية، وهي
قوة مرتبطة
بدورها بتعزيز و
دفع المصالح الأمريكية
- الاطلسية في
المنطقة،
وهذا ينطبق أيضاً
في مجال
القضية
الفلسطينية .
يدعم الحزب
الشيوعي اليوناني
حق وكفاح
الشعب
الفلسطيني، و
يقوم باتخاذ
مبادرات
متعددة
الأشكال،
مسلطاً الضوء
على مطلب انسحاب
قوات
الإحتلال
الإسرائيلي،
و على الاعتراف
بدولة
فلسطينية كعضو
كامل العضوية
في الأمم
المتحدة، ضمن
حدود عام 1967 مع
القدس
الشرقية
عاصمة لها.
9- كما و
يدعو الحزب
الشيوعي
اليوناني
الكادحين
لتعزيز
النضال
الطبقي و
النشاط المعادي
للامبريالية،
في ظل
ظروف الأزمة
الرأسمالية و
في مواجهة التطورات
الجارية في
منطقتنا التي
يمكن أن تشهد
اندلاع
النيران في
الفترة القادمة.
ينبغي
ألا يملك
شعبنا أي ثقة
في القوى
البرجوازية
وممثليها، و
حكوماتها، و
عليه عدم القبول
بأية تضحية في
سبيل مصالح البلوتوقراطية
و عدم قبول
هزيمته خلال نزاعات
المجموعات
الاحتكارية،
والحكومات
البرجوازية والمحاور
و المحاور
المضادة الامبريالية.
فأمام شعبنا واجب
تاريخي يتجلى
في النضال ضد
النظام
الاستغلالي، وضد
الحرب، مع
المطالبة بتحرره
من المخططات
الإمبريالية،
عبر التحالف
الشعبي الهادف
نحو سلطة
عمالية –
شعبية بديلة، و
بهدف فك
ارتباط البلاد
من المنظمات الإمبريالية،
من الاتحاد
الأوروبي و حلف
شمال الاطلسي.
فقضية الدفاع
عن حدود بلدنا
وسيادتها من
أجل الطبقة
العاملة
والشرائح
الشعبية، لا يمت
بصلة لأمر الدفاع
عن مخططات هذا
القطب
الإمبريالي أو
غيره، أو عن
ربحية هذه
المؤسسة
الإحتكارية
أو غيرها، بل
هو جزء لا
يتجزأ من
النضال
لإجراء
تغييرات
جذرية
للإطاحة بسلطة
رأس المال.
10- يدعو
الحزب
الشيوعي
اليوناني
الأحزاب
الشيوعية
والعمالية
والحركات
المعادية
للامبريالية
في المنطقة
لتعزيز
كفاحها ضد كل
قوة
امبريالية و ضد
الحرب
الامبريالية. و
أن تدعو
الأحزاب
الشعوب إلى
عدم الدخول في
عملية
"اختيار" بين
هذه القوة الامبريالية
أو غيرها، و
أن تدعو الى عدم
"الاصطفاف" و
لمرة أخرى خلف
الطبقة البرجوازية.
بل أن تناضل
عبر تطوير
الصراع
الطبقي بحسم
مع ايمانها
بقواها، عبر
نضال منسق ضد
الامبريالية و
في الكفاح من
أجل مجتمع خال
من استغلال
الإنسان للإنسان.
المكتب
السياسي
للجنة
المركزية في
الحزب الشيوعي
اليوناني
e-mail:cpg@int.kke.gr