شكًّل إضراب البارحة المُنفًّذ من قبل جبهة العمال النضالية "بامِه" رداً حاسماً على رأس المال ومؤيديه

كانت مسيرة عشرات الآلاف من العمال المضربين  أمس، في اثينا وفي 60 مدينة أخرى، تصريحاً من العمال بأنهم  لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مشهد "ذبح"  حياتهم، و بأنهم لن يقعوا في شرك منطق اختيار الخيار"الأقل شراً" الذي تنصبه قيادات الإتحادات العامة في كِلا القطاعين العام و الخاص.

 هذا كما قامت التمركزات الإضرابية بتجاوز العوائق التي قام بوضعها كل من الحكومة، أرباب العمل، إضافةً للنقابيين الصفر و أجهزةٍ أخرى، كوسائل الإعلام، وما إلى ذلك. حيث قام العمال و الحرفيون و الشباب بالتعبير عن معارضتهم  للسياسة الوحشية  لحكومة "الاشتراكيين الديموقراطيين" و الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، المدعومة من قبل حزب الجمهورية الجديدة و حزب لاوس، حيث نُظمَت منذ فجر يوم الإضراب فرق حراسة الاضراب في عدد كبير من المصانع وأماكن العمل في جميع أنحاء البلاد.

هذا و جدير بالذكر أن التركيز و لمرة أخرى وقع على الإضراب الذي نظمته نقابات البحارة، حيث أصدرت المحاكم قراراً بعدم شرعيته رافقه  إرسال مالكي السفن وموظفيهم عمدا للركاب إلى الميناء على الرغم من علمهم بوجود الإضراب و ذلك لضرب طوق يهدف لكسر الإضراب و لكن جهودهم باءت بالفشل، حيث لم تغادر أية سفينة الميناء لمدة 24 ساعة. كما و تخلل الإضراب تعبير عن موجة من التضامن، على الرغم من الدعاية  البرجوازية القائلة ب "شلل الشرعية ومؤسساتها المُسبب من قبل بامِه" هذا و يشكل الشعار القائل "إن قانوننا الوحيد هو حق العامل" إزعاجا كبيراً للبرجوازية التي تعبر عن كراهيتها عبر استخدامها لكافة الوسائل  القذرة المتاحة للتشهير بالنضالات عبر الإدعاء أن "تضرر السياحة" هو نتيجة إضرابات "بامِه" و ليس نتيجةً "لإفراغ" جيوب العمال.

هذا و يذكر قيام الإتحادات العامة الممثلة للقطاعين العام و الخاص بالعمل على كسر و إفشال الإضراب.

كما يذكر أيضا حضور الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني اليكا باباريغا للتمركز الإضرابي في أثينا حيث أدلت بالتصريح التالي : << أمام كل شخصٍ رجلٍ كان أو امرأة على السواء، خياران: فإما أن نسجد  "للقدرية" و للفقر و البؤس و لإنتشارهما واستشرائهما، أو أن نشن هجومنا المضاد مسلحين بالشجاعة و التحمل في نضال من أجل الرخاء الإجتماعي الشعبي.>>
إن نجاح اضراب 23 حزيران/يونيو يشكل مرجعية لتصعيد وتيرة النضال و لحزم أشد في تنظيم إضراب "بامِه" القادم في 29 حزيران/يونيو و لمواجهة هجمة كل من الحكومة و الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، على الأجور و الضمان و عقود العمل الجماعية و الحقوق العمالية.

قسم العلاقات الخارجية

أثينا 24/6/2010